أعمل في صيانة الهواتف النقالة، ولدي الحمدلله خبرة ومهارة، لكن قد تتعرض بعض الأجهزة لمشكلة أثناء فتحها للوصول إلى أعطالها، مثل كسر الشاشة مع شدة الحيطة والحذر، أو توقف الجهاز عن العمل ضمن وقت صيانته مما يجعلني أضمن الخسارة الواقعة والخارجة عن السيطرة، فهل يجب علي ضمان هذا العطل ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

العمل الذي تقوم به وأخذك الأجرة عليه يسمى في الفقه الإسلامي {الأجير المشترك} وللفقهاء آراء متعددة في ضمان الأجير المشترك لما أتلفه ، وقبل أن أذكر آراءهم ينبغي التنبيه على أن الرأي الذي تفتي به دائرة الإفتاء هو الذي ينبغي اعتماده ، وكذلك فإن القانون قد يكون أخذ بأحد هذه الآراء الفقهية فيكون هو المعمول به في تلك الدولة .

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :

[اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي كَوْنِ الأَْجِيرِ الْمُشْتَرَكِ ضَامِنًا لِمَا يَكُونُ تَحْتَ يَدِهِ مِنْ أَعْيَانِ الْمُسْتَأْجِرِ عَلَى أَقْوَالٍ:

الأَْوَّل: وَهُوَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ مَا تَلِفَ بِفِعْل الأَْجِيرِ الْمُشْتَرَكِ وَبَيْنَ مَا تَلِفَ بِغَيْرِ فِعْلِهِ، بِحَيْثُ إذَا كَانَ التَّلَفُ بِفِعْلِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ ضَامِنًا لَهُ، سَوَاءٌ أَكَانَ مُتَعَدِّيًا أَمْ غَيْرَ مُتَعَدٍّ، قَاصِدًا أَمْ مُخْطِئًا.

أَمَّا مَا تَلِفَ بِغَيْرِ فِعْلِهِ، فَلاَ يَضْمَنُهُ إنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ تَعَدٍّ أَوْ تَفْرِيطٌ، وَهَذَا هُوَ رَأْيُ الْحَنَابِلَةِ عَلَى الصَّحِيحِ فِي الْمَذْهَبِ، وَقَوْل أَبِي حَنِيفَةَ .

وَقَدْ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ الصَّاحِبَانِ أَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدٌ، وَذَهَبَا إلَى تَضْمِينِ الأَْجِيرِ الْمُشْتَرَكِ بِالْقَبْضِ مُطْلَقًا، إلاَّ إذَا وَقَعَ التَّلَفُ بِسَبَبٍ لاَ يُمْكِنُهُ الاِحْتِرَازُ عَنْهُ .

وَالثَّانِي: لِلْمَالِكِيَّةِ، وَهُوَ أَنَّ الأَْصْل فِي يَدِ الأَْجِيرِ الْمُشْتَرَكِ أَنَّهَا يَدُ أَمَانَةٍ، وَلَكِنْ لَمَّا فَسَدَ النَّاسُ وَظَهَرَتْ خِيَانَةُ الأُْجَرَاءِ ضَمِنَ الصُّنَّاعُ وَكُل مَنْ تَقْتَضِي الْمَصْلَحَةُ الْعَامَّةُ تَضْمِينَهُ مِنَ الأُْجَرَاءِ الْمُشْتَرَكِينَ حَيْثُ تَقُومُ بِهِ التُّهْمَةُ .

وَالثَّالِثُ: لِلشَّافِعِيَّةِ فِي الأَْظْهَرِ، وَهُوَ أَنَّ يَدَ الأَْجِيرِ الْمُشْتَرَكِ يَدُ أَمَانَةٍ].

والله تعالى أعلم.