الفقه الإسلامي - ما يخص الفقه و أصوله - ما يخص الفقه - الأعياد و المناسبات
رقم الفتوى 10273
نص السؤال مختصر

حكم توزيع هدايا في وقت الكريسميس بهدف الدعوة الإسلام ؟

نص السؤال الكامل

 هذا سؤال عاجل متعلق بوقت الأعياد تقدم به إلي أحد النشطاء في هيوستون حيث يرغبون بتنظيم توزيع ألعاب و هدايا لأطفال الفقراء في المناطق المعدمة في هيوستون او من في الملاجئ و ذلك لأنهم يَرَوْن الأولاد من حولهم في فرح و هدايا و لعب و هم لا شي عندهم ! و آبائهم لا يقدرون على توفير شي من هذا و لذا يرغبون بتقديم هذه الهدايا لهم في هذا الوقت . و انا اقترحت توزيعها في بداية السنة الجديدة بدلا عن وقت الكريسمس قيل لي أن السبب الرئيس هو المعاناة النفسية لدى الأطفال و أهليهم في هذا الوقت تحديدا و ليس من عرف البلد هنا التهادي في بداية السنة و لكن هو وقت الكريسمس حيث يتبادلون الهدايا 

فالمعنى المقصود لا يتحقق بشكل جيد في آخر العام او في وقت عيد المسلمين و نحوه 

كذلك قالوا إن هذا من وسائل الدعوة حيث سيثير حماس الناس للتعرف على الإسلام الذي يتواصل أهله مع غيرهم في غير عيدهم بالمواساة و الإعانة 

و كذلك لاشك أنها مادة إعلامية بخلاف توزيعها في غير ذلك الوقت فقد لا يكون لها الصدى الإعلامي المطلوب . و هم لن يوزعوا هذه الهدايا على انها هدايا الكريسمس بل يقال إخوانكم من المسلمين  يهدونكم هذه الهدايا و يتمنون لكم حياة أو عطلة سعيدة و نحو ذلك فما الحكم ؟.

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، والحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وأما بعد :

فإن الجواب يتناول شطرين : 

الأول : لا يجوز تقديم الهدايا بمناسبة الكريسماس ، لأن هذا تشبه بغير المسلمين في أمر يتعلق بالدين والعقيدة ، وهذا لا يجوز ، وأنه يقوم على الكذب والافتراء بتقديم هذه الهدايا من سانتا ( بابا نويل ) مع أن الصدق من أعظم القيم في المجتمع ، ويحاكم المسؤولون على الكذب أكثر من أي مخالفة أخرى ، بينما يمارس الآباء وغيرهم الكذب على الأطفال الأبرياء والسذج ، حتى يسيطروا على عواطفهم البريئة !

الثاني : نظراً لهذه المشكلة والمأساة لأطفال المسلمين وأهاليهم في الغرب حسبما جاء في وصفهم وحالتهم الاجتماعية ، فإنه يجوز تقديم الهدايا للأطفال في وقت الكريسماس بشرطين : الشرط الأول: أن تكون الهدية إسلامية مئة بالمئة كمصحف صغير ، أو جزء من الصحف ، أو ربع ياسين ، أو جزء عم ، أو سورة صغيرة ، أو حديث شريف فأكثر ، إما ورقيا أو مسجلا ، أو صور متتابعة ، أو لعبة إسلامية، أو شعاراً دينياً ، أو قصة قصيرة ولو بالرموز ، أو ثياباً للطفل وعليها رسوم إسلامية ،أو غير ذلك مما يتيسر بالسوق أو يطلب عن طريق الأون لاين ، أو بالتوصية عليه من البلاد الإسلامية ، وهو متوفر وكثير ، وبذلك يكون العمل دعوة لله تعالى ، وعمل إسلامي ، وتقرب لله تعالى ، والشرط الثاني : أن تقدم الهدايا باسم المسجد ، أو المركز الإسلامي ، أو المدرسة الإسلامية ، أو داعية معروف ، وأخيراً يمكن تقديم الهدية باسم الأب والأم ، والأسماء الأولى أفضل لربط الطفل بها ، ويكون ذلك دعاية وتعريفاً  مسبقاً  للطفل بها .

وبعد ذلك تبقى الهدية ، وهي مشروعة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية ، ثم يبقى التوقيت فلا غضاضة فيه ويتسامح فيه ، والله أعز وأجل وأعلم ، وإنما الأعمال بالنيات.

تاريخ النشر بالميلادي 2018/12/06

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به