كيف نوفق بين قوله تعالى : {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر : 42]، وقوله تعالى : {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص : 41]، وقوله تعالى حكاية عن سيدنا موسى عليه السلام : {قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} [القصص : 15] ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

مس الشيطان للإنسان أو وقوع الإنسان في معصية، لا يعني أن للشيطان عليه سلطاناً، 

فالآية تنفي سلطان الشيطان على عباد الله، والسلطان معناه الحجة، فالشيطان لا حجة له على المؤمنين ولا سلطان له عليهم بحيث يملك قلوبهم فيصبحون تبعاً له، ولكن هذا لا يعني أن الشيطان لن يتمكن من الوسوسة فوسوسته حاصلة لجميع البشر إلا أن المتقين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون.

والله تعالى أعلم.