الفقه الإسلامي - القرآن الكريم - علوم القرآن و أحكام المصاحف - علوم القرآن
رقم الفتوى 12703
نص السؤال مختصر

حكم ترميم المصاحف ؟ وحكم تدوير ورق المصحف المهترئ ؟ ودليل مشروعية حرق المصاحف المستهلكة أو ما عليه اسم الله تعالى ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

ترميم أوراق المصاحف وإصلاحها لتكون صالحة للقراءة عمل مبرور ويؤجر عليه الإنسان، وهذا يعد من الخدمات الجليلة لكتاب الله وداخل ضمن تعظيمه وإكرامه، فتعظيمه من تعظيم الله تعالى، قال الله عزّ وجلّ: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} الحج/32. ، أما إعادة التدوير لصفحات المصحف التالفة فهذا لا يجوز ويعد من الامتهان غير اللائق لكتاب الله، لأن عجينة هذه الصفحات ستستعمل في أمور أخرى من صناعات الورق، والمشروع هو حرق هذه الصفحات التالفة من المصحف إذا تعذر استخدامها، أو دفنها في مكان طاهر صيانة لها حتى لا توطأ بالأقدام أو تلقى على الأرض، فقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى أن الصحابة أحرقوا الصحائف المشتملة على الآيات القرآنية بعد تمام النسخ، حيث ورد عن عثمان أن {أَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا، وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنَ القُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ، أَنْ يُحْرَقَ} رواه البخاري.

قال العلامة ابن بطال رحمه الله: [وفي أمْر عثمان بتحريق الصحف والمصاحف حين جمع القرآن جواز تحريق الكتب التي فيها أسماء الله تعالى، وأن ذلك إكرام لها، وصيانة من الوطء بالأقدام وطرحها في ضياع من الأرض. وروى معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه أنه كان يحرق الصحف إذا اجتمعت عنده الرسائل فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، وحرق عروة بن الزبير كتب فقه كانت عنده يوم الحرة، وكره إبراهيم أن تحرق الصحف إذا كان فيها ذكر الله، وقول من حرقها أولى بالصواب] شرح صحيح البخاري لابن بطال 10/ 226،

وقال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله: [هذا يقتضي حرمة حرق المصحف، أي: لغير غرض...، وهذا الغرض معتبر كما في قصة سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه] تحفة المحتاج 1/ 156.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/12/06

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به