الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - الأدعية و الرقائق و الأذكار
رقم الفتوى 10269
نص السؤال مختصر

حكم قول الأم لأولادها { شكيتكم لله } ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، والحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وأما بعد : 

قول الأم لولدها أشكوك إِلى الله 

أي أَنها تبثُّ إلى الله مَا أَوجعها 

من إساءة ابنها.

وكثير من النساء ما يدعون على أولاهن كرد فعل لشقاوة الأولاد وعدم استجابتهم للتوجيهاتهم ، أو لإطفاء الغضب الذي يعتريهن من بعض أفعال الأبناء ، أو جهلاً بمكانة الدعاء.

ومن رحمة الله تعالى أنه لا يستجيب الدعاء بالشر غالباً، كما قال تعالى : ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم ).

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم ، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك ، فلهذا لا يستجيب لهم ، والحالة هذه لطفا ورحمة.

على أنه يجب عدم التوسع في ذلك ‏حتى لا يوافق الدعاء ساعة إجابة ، فيستجاب لها بقدر الله .

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد و والأنفس فقال صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ ).

لذا فليحذر الآباء والأمهات من الدعاء على أولادهم مهما استبدَّ بهم الغضبُ والانفعالُ خشية أن تكون الساعة ساعة استجابة فتصيب الدعوة المدعو عليه،

وليستبدلوا الدعاء عليهم بالدعاء لهم بالخير. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2018/12/06

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به