هل صحيح بأن تطويل الرجل شعره ليس بسنة ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- تطويل الشعر ليس من السنة التي يؤجر عليها المسلم 

، بل هو من أمور العادات ، وقد أطال النبي صلى الله عليه وسلم شَعره وحَلَقَه ، ولم يجعل في تطويله أجراً ، ولا في حلقه إثماً إلا إذا كان فيه تشبه بالنساء أو كان على هيئة القزع - وهو ان يحلق قسما من جانب الرأس ، ويترك القسم الآخر - .

إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإكرام الشعر وتسريحه .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن كان له شعر فليكرمه ) . رواه أبو داود 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أرجِّل رأسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض . رواه البخاري (291) .

والترجيل هو تسريح الشعر .

وكان شعره صلى الله عليه وسلم يصل إلى شحمة أذنيه ، وإلى ما بين أذنيه وعاتقه ، وكان يضرب منكبيه ، وكان – إذا طال شعره - يجعله أربع ضفائر .

فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعرُه منكبيه . رواه البخاري ومسلم .

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أذنيه وعاتقه . رواه البخاري ومسلم 

2- تطويل الشعر كان في عرف ذلك الزمان مقبولاً ومتعارفاً عليه ، فإذا اختلف العرف وكان المسلم في مكان لم يعتد أهله عليه ، أو نظروا إلى فاعله على أنه متشبه بأهل الفسق ، أو أن في هذا تشبيهاً بالنساء ، فلا ينبغي فعله ، بل ينبغي الابتعاد عنه ، وغالب الذين يفعلون هذا في عصرنا إنما هو اتباع للموضات العصرية وتقليد أعمى لبعض الشخصيات الإعلامية المشهورة ، والعاقل لا يجعل من نفسه إمّعة يتبع الآخرين دون تعقل ، وليحرص المسلم على أن يكون مظهره معبراً عن هويته وشخصيته الإسلامية.

والله تعالى أعلم.