الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - أحكام اللسان
رقم الفتوى 12675
نص السؤال مختصر

ما حكم قول {بالرفاء والبنين}؟ وهل صحيح بأنه من لفظ الجاهلية ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فقد ورد حديث بروايات عدة في النهي عن استعمال لفظ بالرفاء والبنين حين التهنئة، منها بأن النهي من الرسول صلى الله عليه وسلم : {تزوَّج عُقَيلُ بنُ أبي طالبٍ فخرج علينا فقلنا له بالرَّفاءِ والبنين فقال مَهْ لا تقولوا ذلك فإنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهانا عن ذلك وقال قولوا بارك اللهُ لك وبارك لك فيها}،

ومنها النهي من قبل الصحابي : {تزوج عقيل بن أبي طالب امرأة من بني جثم فقيل له : بالرفاء والبنين. قال : قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بارك الله فيكم، وبارك لكم}.

أما النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يثبت، وأما النهي عن الصحابة فمختلف في ثبوته، وعلى القول بثبوت النهي عن الصحابة فإنه لا يعدو أن يكون حكم استعمال هذا اللفظ الكراهة التنزيهية {إن اعتبر أن نهي الصحابي بحكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم}.

قال القسطلاني رحمه الله في إرشاد الساري :[ويكره أن يقال بالرفاء والبنين للنهي عن ذلك كما رواه بقيّ بن مخلد من طريق غالب عن الحسن عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية بالرفاء والبنين فلما جاء الإسلام علمنا نبينا قال: (قولوا بارك الله لكم وبارك فيكم وبارك عليكم) والرفاء بكسر الراء وبعدها فاء ممدودة : الالتئام من رفأت الثوب ورفوته رفوًا ورفاءً وهو دعاء للزوج بالالتئام والائتلاف واختلف في علة النهي عنه فقيل لأنه من ألفاظ الجاهلية أو لما فيه من الإشعار ببغض البنات لتخصيص البنين بالذكر أو لخلوّه عن حمد الله والثناء عليه، فعلى هذا لو قيل بالرفاء والأولاد أو أُتي بالحمد والثناء لا يكره].

أخيراً، فإن التهنئة سنة، ولفظ التهنئة سنة أخرى، فمن هنأ بأي لفظ حسن فله الأجر، ومن هنأ كما هنأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصاب الأكمل، ولفظ تهنئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال : {بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير} رواه أبو داود.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/10/23

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به