الفقه الإسلامي - القرآن الكريم - علوم القرآن و أحكام المصاحف - علوم القرآن
رقم الفتوى 12669
نص السؤال مختصر

لِمَ يوجد عشر قراءات للقرآن الكريم ؟ وهل قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن بهذه القراءات كلها ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فالقراءات السبع منسوبة إلى أئمة ثقات من كبار حفاظ وقراء القرآن الكريم ، نقلت عنهم القراءات المتواترة نقلاً ثابتاً يقينياً مقطوعاً به، وذلك من خلال التلقي مشافهة عن شيوخهم من علماء التابعين ، وهؤلاء التابعون تلقوا هذا عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، والصحابة تلقوا ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من قرأ بهذه القراءات وأقرأها لبعض الصحابة ، والدليل على ذلك ما رواه الإمام البخاري من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِىِّ, أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضى الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِيهَا، وَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ لِي «أَرْسِلْهُ». ثُمَّ قَالَ لَهُ: «اقْرَأْ». فَقَرَأَ. قَالَ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ». ثُمَّ قَالَ لِي «اقْرَأْ». فَقَرَأْتُ فَقَالَ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ. إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَؤوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ».

ومن المعلوم أن القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة المذكورة في الحديث السابق كما يظن البعض، بل هي جزء من الأحرف السبعة. أما القراءات السبع فهي منسوبة إلى أئمة سبعة نقل عنهم القراءات المتواترة. وأن الأحرف السبعة المنزلة من الله تعالى هي مصدر هذه القراءات سواء كانت سبعاً أم عشراً . 

والمراد بهذه الأحرف السبعة : اللغات واللهجات لدى أشهر القبائل العربية : لأجل أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم وما جرت عليه عادتهم من الإظهار والإدغام والإمالة والتفخيم والإشمام والهمز والتليين والمد، وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلمة الواحدة، ويشهد لذلك ما رواه الترمذي عن أبي بن كعب أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فقال: «يا جبريل، إني بُعثت إلى أمة أميين؛ منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابًا قط»، فقال: "يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف".

 وسبب وروده على سبعة أحرف للتخفيف على هذه الأمة، وإرادة اليسر بها، والتهوين عليها شرفاً لها، وتوسعة لها ورحمة بها، وكان جبريل عليه السلام يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بمختلف هذه الأوجه والقراءات، ولذلك بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم: أن القرآن أنزل عليها، و إنها كلها شاف كاف، وأباح لأمته القراءة بما شاءت منها مع الإيمان بجميعها، والإقرار بكلها إذ كانت كلها من عند الله تعالى منزلة، ومنه صلى الله عليه وسلم مأخوذة.

والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2020/10/20

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به