قريبتي أنجبت طفلها الأول مصاباً بمتلازمة داون مما سبب لها حزناً عميقاً فكيف أواسيها وأخفف عنها ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أعظم مواساة لهذه الأم الكريمة هو التركيز على المفهوم الصحيح حول القضاء والقدر لتشعر بالاطمئنان إلى قضاء الله وقدره، فترتاح نفسها ولا تنشغل بالمخاوف والهم والضيق حول مستقبل هذا الطفل ، والمعاناة التي يجدها الوالدان في تربيته ؛ لعلمهما بأن الله حكيم عليم، لا يصدر عنه شيء إلا على مقتضى الحكمة والعلم .

وكذلك التركيز على قضية الصبر والرضا بما قدره الله تعالى وقضاه ، والبشارة بأجر الصابرين كما قال الحق سبحانه :

"إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" 

وكذلك إن هذا الابتلاء بمرض الولد وقيامها على رعايته سيكون سبباً بعون الله تعالى في نزول الرحمات والبركات على هذا البيت ، ورفع الدرجات وتكفير السيئات ودخول الجنة إن شاء الله كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 

" مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى الله وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " رواه الترمذي

والتركيز كذلك على أن الله سبحانه قد ابتلاهم ليقربهم إليه بذكره ودعائه ورجائه , وزيادة ثوابه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ " رواه الترمذي.

والله تعالى أعلم.