العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الملل و النحل
رقم الفتوى 12618
نص السؤال مختصر

لماذا أرسل الله كثيراً من الانبياء لبني اسرائيل، بينما أمة محمد عليه الصلاة والسلام اختصها برسول واحد ؟ ولِمَ نُسب أتباع سيدنا عيسى للمسيحية ولم ينسبوا لليهودية وهم من بني إسرائيل وهو نبي لليهود ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

الحكمة من بعثة معظم الأنبياء في بني إسرائيل كثرة فسادهم وعصيانهم ، وبسبب كثرة تمردهم على أوامر ربهم ، واعتراضهم على أنبيائهم ، وكفرهم بآيات الله تعالى ثم قتلهم لأنبيائهم حيث قال الله تعالى فيهم : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ) [البقرة : 61 ] .

2- سيدنا عيسى عليه السلام أرسله الله تعالى لبني إسرائيل كما قال تعالى : ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 

وهذا مصرح به في الإنجيل على لسان سيدنا عيسى عليه السلام فقد قال لهم : 

«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ»

فهناك قلة من بني إسرئيل سواء ممن كان يعتنق اليهودية أم غيرها آمنوا بسيدنا عيسى عليه السلام واستجابوا لدعوته ، ولكن أكثر اليهود عادوه وكفروا به واتهموه وأمه باتهامات باطلة وحاولوا قتله فقد قال الله تعالى عنهم :

{ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) .

وهذا العداء الذي أظهره اليهود لسيدنا عيسى عليه السلام بسبب حقدهم ؛ لأنه كشف عن حقيقتهم وفسادهم ودعاهم إلى العودة إلى الشريعة التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام و الالتزام بها بعدما تخلوا عنها، وغرقوا في شرورهم وفسادهم في الأرض.

 

3- سبب تسمية اليهود بهذا الاسم لا ينطبق على أتباع سيدنا عيسى عليه السلام ، فأتباع سيدنا عيسى سمّوا بالمسيحية نسبة للصفة التي اشتهر بها سيدنا عيسى وهي أنه المسيح ، الذي كان كان يمسح بيده على الأكمه والأبرص فيشفى بإذن الله

و أما اليهودية فقد اختلفت آراء اللغويين والمفسرين في أصل الكلمة التي اشتقت منها كلمة يهود ، فقد قال بعض العلماء : إنها من -هاد- بمعنى رجع، سموا بذلك حين تابوا عن عبادة العجل، وقالوا إنا هُدنا إليك أي تبنا ورجعنا، وهناك أقوال أخرى.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/09/06

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به