الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الزواج - أحكام الزواج والأسرة
رقم الفتوى 12614
نص السؤال مختصر

هل يجوز للخاطب والخطيبة التحدث عبر الواتس من أجل التعرف كتابة فقط، ليتعرفا على بعض الأمور عن بعضهما قبل عقد القران ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فالخطيبة هي امرأة أجنبية عن الخاطب، فيجوز له أن يكلمها ضمن الضوابط الشرعية للكلام مع الأجنبية، ومنها ما جاء في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب : 53]

فجيب أن يكون في حدود ما يحتاجان لمعرفته عن بعضهما، ويجب أن يكون وراء حجاب كما ورد في الآية، سواء على الواتس أو على الهاتف. وضابط الحاجة هنا هو ما يدعو إلى النكاح من المرغبات، وما ينفر من النكاح من المنفرات.

وليس ما يفعله بعض الخاطبين اليوم من الكلام على الهاتف أو الكتابة على الواتس ساعات طويلة، ويتكلمون في كل تفاصيل الحياة من نوع الأكل والشرب ووقت النوم الاستيقاظ والخروج والدخول وما يحبه كل واحد منهما، وهكذا. فهذه الأشياء لا تبيح الكلام مع المرأة الأجنبية.

وعلة تشديد الشرع في ذلك أن الشاب يسأل ليعرف، بينما يتعلق قلب الفتاة بالشاب كلما طال الحديث وطالت الألفة وحصل الأنس بينهما، فإذا نكث الشاب عن وعده بالزواج قبل العقد انكسر قلبها وضاع حقها في نصف المهر؛ لعدم وجود العقد بينهما. وهذا يدفع بعض الشباب للتساهل في هذا الأمر قبل العقد والاستخفاف بالعبث بمشاعر الفتيات؛ لأنهم لا يغرمون شيئاً، غير شاعرين بالأذى الكبير الذي تتعرض له الفتاة بسبب نكث الشاب عن وعده.

لذا ننصح الشاب أن يقتصر على ما يجوز له السؤال عنه، وأن يكون السؤال للمقربين من الفتاة، كأخوتها أو صديقاتها، أو من خلال أخواته البنات بعد أن يخالطوها عن قرب.

وننصح الفتاة أن تتعرف أيضاً عليه بذات الطريقة من خلال مخالطة محارمها له أو للمقربين منه، دون تعليق قلبها بالشاب والاسترسال معه في الكلام، ثم يعود عليها ذلك بالألم لو تم إبطال الخِطبة لا سمح الله.

عدا عن أن الخاطبين في الغالب يذكران المحاسن دون السيئات، فيصعب معرفة ذلك من ذات الخاطب أو المخطوبة.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/09/03
اسم المصدر [7]

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به