الحديث الشريف - الحديث - علوم الحديث المختلفة - مصطلح الحديث و غيره
رقم الفتوى 12605
نص السؤال مختصر

ما صحة حديث {اذكروا محاسن موتاكم} ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فالحديث المسؤول عنه هو ما رواه أبو داود والترمذي "واستغربه" وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك "وصححه"، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم).

ورغم أن بعض العلماء قد صححه إلا أن الصواب ضعف الحديث كما ألمح به الترمذي وغيره، لأن الحديث تفرد به عمران بن أنس المكي وهو منكر الحديث.

 

لكن معناه (في النهي عن سب الأموات) صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة:

منها ما رواه البخاري وابن حبان في صحيحهما عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)، وما رواه النسائي وغيره بإسناد صحيح عنها أنها قالت (ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء، فقال : لا تذكروا هلكاكم إلا بخير)، وما رواه الترمذي وأحمد وابن حبان في صحيحه وغيرهم بسند جيد عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء)، وما رواه النسائي والحاكم "وصححه" وأحمد وغيرهم بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء قصة (..لا تسبوا موتانا فتؤذوا أحياءنا ..) وغيرها من الشواهد التي رويت عن النبي وتقطع بصحة معنى الحديث بالنهي عن سب الأموات وعدم ذكرهم إلا بخير.

فهذه الأحاديث وغيرها تنهى عن ذكر أموات المسلمين بسوء:

لأنه من باب الغيبة، ولأنه يؤذي الأحياء ولا تترتب عليه منفعة.

وأجرى بعض العلماء هذا النهي على ظاهره فمنعوا من الكلام عن الأموات بسوء مطلقاً،

واستثنى بعض العلماء من ذلك ما لو كان ذكر الميت بسوء تترتب عليه منفعة كأن يكون الميت قد أخذ حق غيره فيكون في ذكر ذلك منفعة استرجاع حق الغير، أو أن يكون مستعلناً بالسوء والقبح فيكون في ذكره بهذا بين الناس زاجراً لهم، واشترطوا أن يكون ذلك على وجه الشهادة لا على وجه السب والشتم، واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس بن مالك أنه قال (مروا بجنازة – يعني في زمن النبي صلى الله عليه وسلم - فأثنوا عليها خيراً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "وجبت"، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً ، فقال "وجبت"، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال "هذا أثنيتم عليه خيراً ، فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شراً ، فوجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض").

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/08/20

المفتي


د. براء يوسف حلواني

د. براء يوسف حلواني

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به