الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصلاة - الصلوات المفروضة و النوافل
رقم الفتوى 12601
نص السؤال مختصر

هل تسقط صلاة الجمعة بصلاة العيد إن وافق العيد يوم جمعة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فقد اختلف فقهاء المذاهب المعتبرة في هذه المسألة على أقوال : 

الأول : أن صلاة الجمعة لا تسقط بالعيد، ولا يؤثر فعل إحداهما على الأخرى، فالمكلف مخاطب بكل منهما، وهذا قول الحنفية والمالكية.

ومستند هذا الرأي: عموم الأدلة الموجبة لصلاة الجمعة، ولأن سبب الجمعة مختلف عن صلاة العيد، فلا تسقط إحداهما الأخرى

الثاني : يسقط حضور الجمعة عمّن صلّى العيد إلا الإمام، فيصلي الجمعة إن حضر له العدد المطلوب، وفي هذه الحال يصلي المكلف الظهر بدل الجمعة ، وهذا قول الحنابلة .

واستند هذا الرأي لعدد من الآثار ، منها: 

1- عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم العيد ثم رخص في الجمعة، ثم قال: «من شاء أن يصلي فليصل»؛ رواه أبو داود وابن ماجه. وقال الحاكم في المستدرك : « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله شاهد على شرط مسلم » المستدرك على الصحيحين (1/ 425).

وقال عنه النووي: « رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بإسناد جيد ، ولم يضعفه أبو داود» المجموع (4/ 412) . 

وقال ابن حجر:« صحَّحَهُ عَليُّ بن الْمَدينِيِّ » التلخيص الحبير (2/88)  

2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنّا مُجمِّعون»؛ رواه أبو داود وابن ماجه، ونسب ابن حجر إلى الدارقطني وابن حنبل الحكم عليه بالإرسال، التلخيص الحبير (2/ 88)

الثالث: تسقط الجمعة عن أهـل القرى الذين لا يسمعون النداء، وتبقى واجبة على الحضر من أهل البلد، وهو قول عند المالكية، والمعتمد في مذهب الشافعية، ومستنده: حديث عثمان رضي الله عنه في صحيح البخاري: «إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظرها، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له»

وبما أن المسألة خلافية، ولكل قول وجهة صحيحة من الاستدلال، فالأحوط الأخذ بالقول الأول من أن الجمعة لا تسقط بصلاة العيد، فتصلى العيد، وتصلى الجمعة .

لكن ينبغي التنبه إلى أنه إذا جرى عرف الناس في مكان المستفتي على العمل بأي من الأقوال السابقة، فيجب عليه العمل بما عليه العرف المستقر، سداً لذريعة الشقاق والاختلاف، وتحقيقاً للمصلحة المقصودة من الأعياد من اجتماع الكلمة ووحدة الصف. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/08/16

المفتي


د. ميادة الحسن

د. ميادة الحسن

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به