الفقه الإسلامي - القرآن الكريم - علوم القرآن و أحكام المصاحف - علوم القرآن
رقم الفتوى 12587
نص السؤال مختصر

ما صحة المنشور الذي يثبت تطابق معنى اسم سورة الحجر مع الحجر الصحي، ويثبت بأن السجود علاج لضيق التنفس ؟ 

نص السؤال الكامل

ما صحة هذا المنشور ؟

[الحجر الصحي هو {١٤} يوم، افتح القرآن الكريم وافتح الجزء {١٤} ستجدها تبدأ بسورة {الحجر}، هل هي صدفة أم رسالة ربانية؟ ويُتداول في صفحات التواصل أن علماء الغرب قد وجدوا أنه بمجرد تغيير وضعية المريض وقلبه على بطنه وهي مثل وضعية السجود ، تبدأ سوائل الرئتين في النقصان ويرتفع مستوى الأكسجين في الدم ، و في القرآن الكريم و قبل عدة قرون قال الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم واصفاً له طريقة سريعة للتخلص من ضيق التنفس، قال تعالى في سورة الحجر: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}، وقال صلى الله عليه وسلم : {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقُربة إلى ربكم ومُكفرة للسيئات ومَنهاة عن الإثم ومَطردة للداء عن الجسد} ] ؟

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : 

إن أي معلومة دينية كانت أو طبية أو غير ذلك غير منسوبة لجهة موثوقة ومختصة فيما تصدره = لا قيمة لها، وفي المنشور المسؤول عنه معلومة طبية مجهولة المصدر و بالتالي لا قيمة لها { وهي كون السجود مفيداً في التخلص من ضيق التنفس}، وأما ما فيه من معلومات شرعية فإنا نبين ما يلي :

أولاً، إن سبب تسمية سورة الحجر بهذا الاسم لا علاقة له بالحجر الصحي ألبتة، وجعل المعنى واحداً وإظهار ذلك على أنه من الإعجاز العلمي = عبث في كتاب الله، و يتضح ذلك لمن تمعن في معنى كلٍّ منهما. 

قال الطنطاوي رحمه الله في تفسيره الوسيط : [وسميت بسورة الحِجر، لورود هذا اللفظ فيها دون أن يرد في غيرها وأصحاب الحِجر هم قوم صالح- عليه السلام - ، إذ كانوا ينزلون الحِجْر، وهو المكان المحجور، أي الممنوع أن يسكنه أحد غيرهم لاختصاصهم به.

ويجوز أن يكون لفظ الحجر، مأخوذ من الحجارة، لأن قوم صالح- عليه السلام- كانوا ينحتون بيوتهم من أحجار الجبال وصخورها، ويبنون بناء محكماً جميلاً.] انتهى.

وعرّف المركز الوطني السعودي للوقاية من الأمراض ومكافحتها الحجر الصحي بأنه : [ تقييد نشاطات أشخاص يُشتبه في إصابتهم، أو فصل هؤلاء الأشخاص عن غيرهم، بطريقة تؤدي إلى الحيلولة دون انتشار العدوى ويكون الحَجر في منشأة مخصصة ومجهزة باشتراطات معينة.] انتهى. 

ثانياً، ضيق الصدر المذكور في الآية ليس ضيق مرض إنما هو مجاز عما يصيب النفس من الهم والكرب، قال الطنطاوي رحمه الله : [وضيق الصدر: كناية عن كدر النفس، وتعرضها للهموم والأحزان.] انتهى. 

ثالثاً، وأما الحديث المذكور والذي فيه أن قيام الليل {مطردة للداء عن الجسد} فضعيف لا يثبت كما هو موضح في هذه الفتوى 12584 ، ولا حرج في العمل به في فضائل الأعمال. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/08/06

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به