العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 12552
نص السؤال مختصر

في ظل فقداننا للصبر والتحمل، لم يبتلينا الله ولا يرفع عنا ما نزل بنا وهو القادر سبحانه ؟ وإذا أراد رفع درجات العبد بذلك فلم لا يرفعها دون الابتلاء ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، إن الشرع ينظر للدنيا على أنها دار ابتلاء لا دار مُقام، قال تعالى : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك : 2].

َقال عز وجل : {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155]

فيميز الله بالحياة الدنيا الخبيث من الطيب بامتحان الناس فيها واختبارهم، ليُجازي - يوم الحساب - كل امرئ بما كسبت يداه، وإن كان سبحانه يعلم - في سابق علمه - الخبيث من الطيب لكنه عز وجل لا يحاسبنا وفق علمه، بل يترك العباد تعمل، كالأستاذ الذي يعلم أن الطالب الفلاني سيرسب والآخر سينجح، لكن علم الأستاذ ظني، وعلم الله كاشف يقيني {ولله المثل الأعلى}.

ثانياً، إن الابتلاء مشروط بأنه وفق استطاعة العبد، قال تعالى :{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة : 286]، وقد يُخيل للمرء بأنه لا يحتمل ما نزل به، غير أنه في الحقيقة يحتمل، كالمُنهك من العمل الذي يظن أنه لا يستطيع المشي متراً واحداً فإن سمع أن حريقاً قد نشب في بيت أهله الذي في الشارع المقابل طار ليُنقذ والديه، إذاً يستطيع.

ثالثاً، فإن ما ينزل بالخلق قد يكون عقوبة أو رفع درجات أو لحكمة الله أعلم بها، لكننا نؤمن بحكمة الله تعالى، وله نفوض الأمر كله.

رابعاً، مثال الشق الثاني من السؤال كالسؤال بلم لا يدخلنا الله الجنة دون أن يخلقنا للدنيا ؟ ولم لا يرزقنا دون أن نعمل، ولم لا يهبنا البنين والبنات دون أن نتزوج ؟ والإجابة على مثل هذه الأسئلة بأن الله جعل للنتائج أسباباً لا بد من الأخذ بها للوصول إليها {أي للنتائج} فليس من المنطق أن يتخرج طالب الجامعة دون امتحان! إذ بذلك صار إنشاء الجامعة من العبث بمكان واستوى بذلك الطالب المُجد مع ذاك الكسول ! وحاشا لله أن يعبث أو يظلم، قال تعالى : {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة : 209]

وقال عز من قائل :{لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر : 20].
فالله نسأل أن يرضينا بقضائه وقدره.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/07/10

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به