الفقه الإسلامي - ما يخص الفقه و أصوله - ما يخص الفقه - الحظر و الإباحة |
|
---|---|
رقم الفتوى | 12549 |
نص السؤال مختصر | هل يحاسب المرء على تخيلاته؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : 1- التخيلات على أنواعها سواء كانت جنسية أم تصورات تتعلق بالاعتداء على الآخرين في أموالهم وحقوقهم هي جزء من الخواطر التي تطرأ على ذهن الإنسان بسبب ما يستدعيه العقل الباطن من صورٍ مختزنةٍ أوحتها له البيئة التي يعيش فيها ، والمناظر التي يراها ، وهي تخيلات تصيب أغلب الناس ، وخاصة فئة الشباب ، لكنها تختلف من شخص لآخر من حيث النوع والإلحاح والتأثير . والشريعة الإسلامية شريعة الفطرة ، جاءت منسجمةً مع الطبيعة البشرية ، وملائمةً للتقلبات النفسية التي جعلها الله سبحانه وتعالى جزءاً من التكوين البشري ، فلم تتعدَ حدود الممكن ، ولم تكلِّف بما لا يطاق . والتخيلات العارضة تدخل في دائرة حديث النفس المعفو عنه بنص الحديث السابق ، فكل من تصورت في ذهنه خيالات محرمة ، طرأت ولم يطلبها ، أو حضرت قَسراً ولم يَستَدْعِهَا : فلا حرج عليه ، ولا إثم ، وإنما عليه مدافعتها بما يستطيع . 2- وأما إذا كان الشخص يتكلف التخيلات المحرمة ، ويستدعيها في ذهنه ، ومثال ذلك : لو أن رجلاً وطئ زوجته متفكِّراً في محاسن أجنبيَّةٍ ، حتى خُيِّلَ إليه أنَّه يطؤُها ، فهل يحرم ذلك التفكر والتخيُّل ؟ 3- إن الشريعة الإسلامية جاءت بقاعدة سد الذرائع ، ومنع كل باب يفضي إلى الشر ، وإفضاءُ التخيلات إلى الوقوع في المحرمات أمر متوقع ، فإن مَن أَكثَرَ مِن تصور شيء وتمنيه لا بد وأن تحفزه نفسه إلى الحصول عليه ، والسعي إلى الاستكثار منه ، فيبدأ بالتطلع إلى الصور المحرمة ، وتعتاد عيناه على مشاهدة المحرمات ، سعياً لتحقيق الشبع الذي أصبح مرتبطاً بتلك التخيلات . وإن غالب تلك التخيلات إنما تجتمع في الذهن بالأسباب المحرمة ، عن طريق الفضائيات والأفلام والمسلسلات التي تشجع على الرذيلة ، وتزين المحرمات المتنوعة ، وتعلم من يتابعها فنون الجرائم ، وتظهر من يقوم بها بالذكاء والبراعة والبطولة. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2020/07/03 |