الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - أحكام اللسان
رقم الفتوى 12531
نص السؤال مختصر

حكم قول {الإمام علي عليه السلام} أو {كرم الله وجهه} ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- قول القائل في علي رضي الله عنه { عليه السلام} :
في الأصل تخصيص أحد بالدعاء بالسلام له من الله تعالى لا حرج فيه لأن معناه صحيح ، وهو عبارة عن دعاء جاء بصيغة الخبر، إلا أنه غلب استعمال العلماء التسليم عند ذكر الأنبياء، والترضي عند ذكر الصحابة, والترحم عند ذكر التابعين فمن بعدهم وهكذا.
ولكن ينبغي الابتعاد عن تخصيص سيدنا علي رضي الله عنه بالسلام دون غيره من الصحابة لأنه صار شعاراً لبعض الطوائف التي وقعت في الغلو فيه وفي آل البيت عموماً.
وهذه أقوال العلماء في هذه المسألة :
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
[اخْتُلِفَ فِي السَّلَامِ عَلَى غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ بَعْدَ الِاتِّفَاقِ عَلَى مَشْرُوعِيَّتِهِ فِي تَحِيَّةِ الْحَيِّ فَقِيلَ يُشْرَعُ مُطْلَقًا وَقِيلَ بَلْ تَبَعًا وَلَا يُفْرَدُ لِوَاحِدٍ لِكَوْنِهِ صَارَ شِعَارًا لِلرَّافِضَةِ وَنَقَلَهُ النَّوَوِيُّ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجُوَيْنِيِّ].
وقال الإمام النووي رحمه الله في "الأذكار" :
[قال أصحابنا : والمعتمد في ذلك أن الصلاة صارت مخصوصة في لسان السلف بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، كما أن قولنا : عز وجل ، مخصوص بالله سبحانه وتعالى ، فكما لا يقال : محمد عز وجل - وإن كان عزيزاً جليلاً - لا يقال : أبو بكر أو علي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان معناه صحيحاً.
وأما السلام ، فقال الشيخ أبو محمد الجويني من أصحابنا : هو في معنى الصلاة ، فلا يستعمل في الغائب ، فلا يفرد به غير الأنبياء ، فلا يقال : علي عليه السلام ، وسواء في هذا الأحياء والأموات].
وقال العلامة ابن كثير رحمه الله :
[وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب أن يُفرد علي رضي الله عنه بأن يقال " عليه السلام " من دون سائر الصحابة أو " كرم الله وجهه " ، وهذا وإن كان معناه صحيحاً ، لكن ينبغي أن يسوى بين الصحابة في ذلك ؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم ، والشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه رضي الله عنهم].

2- وأما إطلاق "كرم الله وجهه " في حق سيدنا علي رضي الله عنه فهو أمر مشروع ، وأما سبب تخصيصه بذلك فهناك أسباب متعددة قالها العلماء منها ما نقله العلامة السفاريني في "غذاء الألباب" :
[قال الأشياخ: وإنما خص علي رضي الله عنه بقول: كرم الله وجهه، لأنه ما سجد إلى صنم قط].
ومنهم من قال : لأنه لم يطلع على عورة أحد أصلاً.
وهذه الأسباب هي محل اجتهاد من العلماء ولا يوجد لها سند صحيح لأنها كلها محتملة فيه وفي غيره من الصحابة.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/06/14

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به