الفقه الإسلامي - ما يخص الفقه و أصوله - ما يخص الفقه - الحظر و الإباحة |
|
---|---|
رقم الفتوى | 12493 |
نص السؤال مختصر | حكم كتابة قصص وروايات الحب؟ وما حكم ذلك لو كانت قصة الحب فرعية ضمن قصة رئيسة أخرى؟ |
الجواب مختصر | بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ : أول قصة تتبادر إلى أذهاننا في ذلك حب امرأة العزيز ليوسف عليه السلام في سورة يوسف، فإيراد قصة الحب هذه مع التنفير من العلاقات أو الأفعال المحرمة في الحب تدل على جواز كتابة قصص وروايات الحب، لكن بضوابط شرعية يجب الالتزام بها. كما أن كعب بن زهير بن أبي سلمى وقف بين يدي النبي ﷺ يمدحه ويعتذر عن هجائه له، فبدأ قصيدته بالغزل فقال: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ أرجو وآمل أن تدنو مودتها وما لهن، إخال، الدهرَ تعجيل وحسان بن ثابت رضي الله عنه -شاعر الرسول ﷺ- له القصيدة الهمزية في مدح النبي ﷺ وفتح مكة كما ذكر ابن هشام وابن كثير، وفي مطلعها بعد وصف الأطلال: عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خلاء ذر الهموم، فماء العين منحدر شحا إذا حفلته عبرة درر وهذا كله يدل على جواز التعبير عن مشاعر الحب وروايتها على عموم الناس بشكل علني، وبينما كانت الصورة الأدبية الدارجة في زمان النبي ﷺ هي الشعر، فإن الصورة الأدبية الدارجة في زماننا هي الروايات. بل من واجب الأدباء المسلمين أن يملؤوا المكتبة الإسلامية بقصص وروايات في الحب العذري الذي يلتزم أصحابه بأمر الله ونهيه، ليسدوا الباب أمام الروايات المبتذلة التي يسمونها أدباً. 1. أن لا تحتوي على ألفاظ فاحشة وكلمات خادشة للحياء؛ للأدلة الناهية عن الفحش والبذاءة. 2. أن لا تحتوي على عبارات أو فقرات تثير الشهوات؛ لأن الجائز هو الحب وليس إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا. والغرب يخلط بين الحب والجماع، أما عندنا فهما مسألتان. 3. الأفعال المحرمة بين الحبيبين يجب أن يكون إيرادها على سبيل التنفير منها، ودون إيحاءات غريزية مهيجة للشهوة؛ كما في سورة يوسف عليه السلام. ومن ذلك على سبيل المثال: اللقاء غير المأذون به شرعاً، أو الخلوة بينهما، أو النظر دون عقد ودون القدرة على الزواج، أو حب المتزوجات، أو اختزال الشاب للحب في الفكر الغريزي الحيواني، أو العبث بمشاعر الفتيات، أو سعي الفتاة وراء حبيبها أو وراء رغباته دون عقد شرعي، فتضيع أغلى ما تملك عدا عن ضياع حقوقها. 4. يستحب التركيز على بعض الأفكار المفيدة إيمانياً وسلوكياً للشباب والفتيات، كتفضيل الحب الإلهي على حب الدنيا، وربط الحب بمسؤوليات إنشاء أسرة وإنجاب الذرية وتربيتها التربية الصالحة، وعظم مسؤولياتنا نحن المسلمين في أمانة الحب والأسرة وبناء المجتمع والأمة. وآخر ما أختم به تذكير الأديب المسلم بأن وظيفته أمانة ورسالة في غرس المبادئ والقيم في شخصية شباب الجيل، وليست مجرد رصف للجمل التي تملأ أوقات الفراغ وتجذب الشباب والفتيات لها، فلتكن أمانة ومسؤولية الكلمة حاضرة في قلبه في كل كلمة وكل جملة يكتبها. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2020/05/22 |