العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - معتقدات فاسدة
رقم الفتوى 12424
نص السؤال مختصر

ما حكم من يعتقد أن معنى القرآن من عند الله تعالى وأن ألفاظه من عند رسوله صلى الله عليه وسلم ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

هذا القول مجانب للصواب ، ويدل على جهل كبير ، فالقرآن الكريم بمعانيه وألفاظه هي من الله تعالى ، وليس للنبي صلى الله عليه وسلم إلا تلاوته ونقله كما أنزل عليه ، دون أن يتدخل بصياغة حرف واحد منه .

1- ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى :

( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة )
فالمراد بالكتاب في هذه الآية الكريمة هو القرآن الكريم وهو الذي أنزل على النبي (صلى الله عليه وآله) ، ويدل ذلك دلالة قطعية على أن الكتاب يطلق على مجموع الألفاظ والمعاني، فإذا قال الله تعالى: إن هذا الكتاب من عندي فالظاهر منه أنه من عنده بلفظه ومعناه .

2- فالقرآن الكريم هو كلام الله عزّ اسمه، نزل على النبي ليقرأه على الناس ، ومعنى القراءة والتلاوة على ما في بعض المعاجم هكذا: "قرأت القرآن: لفظت به، وفي معناه التلاوة"
وهناك من علماء اللغة من قال: "القراءة ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل "
والدليل على ذلك قوله تعالى :

﴿تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق﴾ .
فهذه الآية ونظائرها تدل على أن القرآن هو مما يقرأ ويتلى.
ففي المرتبة الأولى: كان القارئ له هو الله تعالى ، ولو بواسطة رسول الوحي، وقد قال تعالى: "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" وفي المرتبة الثانية: كانت القراءة من النبي (صلى الله عليه وآله) حسبما أمر به في قوله تعالى: " لتقرأه على الناس على مكث".
وفي المرتبة الثالثة: يجب أو يستحب للمسلمين قاطبة أن يقرؤوه حسب ما أمروا به في قوله تعالى: ﴿فاقرءوا ( فاقرؤوا ) ما تيسر من القرآن﴾
3- وأخيراً مما يدل على بطلان هذه الشبهة أنه لا إشكال ولا خلاف بين المسلمين في أن القرآن هو المعجزة الخالدة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولقد تحدى القرآن ولا يزال الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، من ذلك الآيات الآتية :
أ- قوله تعالى: ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً

فعجز الإنس والجن في ذلك العصر - عصر الفصاحة والبلاغة - وفي كل عصر عن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً دليل على أن القرآن ليس من إنشاء بشر وإنما هو من خالق الكون والبشر.
ب- وقوله تعالى: ﴿وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين
فالله تعالى يقول لنبيه: قل لهم: إن كنتم تزعمون أن القرآن من إنشائي فائتوا أنتم بعشر سور بل بسورة من مثله، إذ لو كنت قادراً على الإتيان بالقرآن الذي هو قمة في الفصاحة والبلاغة وسائر المعارف وله هذا النظم الخاص فأنتم أولى بأن تأتوا بمثله لأنني منكم ونشأت بينكم أميّاً لم أدرس ولم أتعلم عند أحد، فعجزكم عن ذلك وأنتم فصحاء العرب لهو أقوى دليل على أنه من الله جلّ ذكره بلفظه ومعناه .

والله تعالى أعلم 

تاريخ النشر بالميلادي 2020/04/09

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به