العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 12393
نص السؤال مختصر

قيل لي : {لم يلزمني تعلم العربية، ورسولكم كان يدعو إلى قوميته العربية بتخصيص القرآن والصلاة بالعربية، في حين لي أن أعتنق ديناً آخر دون تعلم لغته الأصلية} فما أجيبه؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، فللمسلم أن يكون مسلماً دون تعلم العربية، بل إن أكثر المسلمين حول العالم ليسوا عرباً، وأكثرهم لا يعرفون العربية، ثم هم من المسلمين، وكثير منهم من هم أكثر قرباً لله من ذاك العربي المسلم.
والواجب تعلمه من العربية لمن كان قادراً {على التعلم} هي بضع جمل تُكرر في الصلاة لا أكثر، وله أن يدعو بأي لغة شاء، ولا يلزمه قراءة القرآن بالعربية، إذ يمكنه معرفة مراد القرآن من خلال قراءة ترجمة معانيه، واختصاص كتاب الله بالعربية مشيئة إلهية، وحاشا لله الحكيم العليم أن يعبث في ملكه، ومن يتقن عدة لغات من بينها العربية يعلم تماماً دقة العربية وسعة ألفاظها وإمكانية التفنن بها في التعبير عن المراد مهما كان.

ثانياً، رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس إلا مبلّغاً عن رب العالمين، فالله تعالى هو الحاكم المشرّع.

ثالثاً، لم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوميته بل أبطلها بقوله :
{يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى}.

وفي حديث آخر :
[يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان : رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب، قال الله : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }].

رابعاً، لا تُقارن الأديان لمعرفة الصحيح منها بمثل هذه الطرق، بل بالتأكد من صحة كونها شرائع سماوية ثم بالتيقن عن التحريف والتبديل وغير ذلك.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/03/31

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به