هل يعد نفور العالم من حولي دليل على غضب الله عليّ؟

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

أختي الكريمة يعني سؤالك هذا في غاية الأهمية، ينفر الناس عن الإنسان ليس فقط لأنه غير جيد ، بل لعدة أمور :
الأمر الأول : قد يكون السبب أنه متبع للحق والناس تهوى اتباع الباطل فسيدنا عمر يقول :لم يترك لك الحق صاحباً يا عمر.

والسبب الثاني : يكون فعلاً نتيجة أخلاق سيئة، أو معاملة فجة، أو تقصير مع هؤلاء الأشخاص، فيكون نتيجة سوء بالشخص يدفع بالناس للنفور عنه، بالتالي أقدر الناس على الإجابة على هذا الأمر هو أنت، فإذا نظرت في حالك فوجدت أني أعاملهم بالحسنة، وأتودد لهم، ولا أقصر بحقوقهم، ولا أشتهي ما عندهم، فإذا كان حالك على هذا الحال فاعلمي أن السبب ليس فيك بل فيهم،أتى رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :يا رسول الله لي رحمٌ أصله ويقطعوني، أعطيهم ويمنعوني، ويعادون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لإن كنت كما تقول فكأنما تسفهم الرماد أو كما قال عليه الصلاة والسلام
بالتالي أنصحك بالأمور الآتية :

إذ أحببت أن ينالك نصيبٌ مما ذكرتهِ حول وضع الله القبول للناس في الأرض فعليك أن تطهري قلبك من الحقد والحسد والغضب والرياء وما شابه، أن تكثري من العبادة لا سيما العبادة الليلية قيام الليل، أن تكثري من الدعاء، أن تعودي نفسك على صفاء السريرة وتمني الخير للناس، عندها تجدين أن الله سبحانه وتعالى وضع لك هذا القبول،عليك أن تتبعي وصية النبي في الحديث القدسي (ما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته عليه ولا زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) فعندها يوضع لك هذا القبول، وهنا أختم أن القبول لا يعني أن تكون هناك جماهيرية مطبقة . فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي أحد الأنبياء يوم القيامة ومعه الرهط يعني أكثر من شخص، ويأتي الآخر ومعه شخصان، ويأتي النبي معه شخص، ويأتي نبي ليس معه أحد، والأنبياء هم معصومون لا يقعون في أخطاء.

فلذلك أختم وألخص : عودي إلى نفسك ، انظري إذا كان السبب منك فحاولي أن تكوني صادقةً وتتغيري وإن كان السبب كما قلت لك من الناس فاصبري على هذا البلاء وحاولي أن تبحثي عن الأصدقاء والصحبة والأشخاص الذين يقيّمون الإنسان الملتزم ويرغبون بصحبته والسير معه
والله تعالى  أعلم.