الفقه الإسلامي - ما يخص الفقه و أصوله - ما يخص الفقه - أسئلة لاتتعلق بحكم
رقم الفتوى 12365
نص السؤال مختصر

ما هو عالم الأزل ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

الأزل يقصد به القِدم ، وهذا خاص بالله تعالى فهو سبحانه الأزلي الذي ليس قبله شيء ، والأبدي الذي ليس بعده شيء ، فهو سبحانه الأول والآخر .

قال العلامة الجرجاني في كتابه التعريفات :
( الأزل: استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي، كما أن الأبد استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل.

الأزلي: ما لا يكون مسبوقاً بالعدم.

واعلم أن الموجود أقسام ثلاثة لا رابع لها، فإنه إما أزلي وأبدي، وهو الله سبحانه وتعالى، أو لا أزلي ولا أبدي، وهو الآخرة، وعكسه محال، فإن ما ثبت قدمه امتنع عدمه ) .

ولعل السائل يقصد بسؤاله عالم الذر :
ويقصد بهذا العالم هو الوقت الذي خلق الله تعالى آدم، ثم أخرج من صلبه جميع أبنائه إلى الوجود، أي كل البشر من عهد آدم إلى آخر الناس الذين تقوم عليهم القيامة.

والناس لم يكونوا حين الإخراج كحالهم اليوم بأجسامهم ، بل كانوا - كما ورد في الحديث - كالذر، والذر يقال لصغار النمل، أو للهباء والغبار الدقيق الذي يطير في الهواء، أي أن الذر يضرب به المثل في الصغر، ومنه الذرة ، و ذر الله الخلق في الأرض نشرهم.

وقد خلق الله - تعالى -في ذلك الذر العقل والفهم والنطق، حتى يستوعبوا العهد ، ثم إن البشرية حين خرجت إلى عالم الذر خاطبهم الله - سبحانه -: فقال ( ألست بربكم ) فقالوا: ( بلى شهدنا )
قال العلامة القرطبي:
( أخذ عليهم العهد بأنه ربهم وأن لا إله غيره. فأقروا بذلك والتزموه، وأعلمهم أنه سيبعث إليهم الرسل، فشهد بعضهم على بعض ، ثم أعادهم الباري إلى صلب آدم، فلا تقوم الساعة حتى يولد كل من أخذ منه الميثاق )
ويسمى عالم الذر كذلك يوم الميثاق الذي أخذه الله تعالى على كافة بني البشر، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة - وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد

والله تعالى أعلم 

تاريخ النشر بالميلادي 2020/03/03

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به