العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات |
|
---|---|
رقم الفتوى | 12337 |
نص السؤال مختصر | لم لا يمنع الله الظالم من البطش بالمظلوم وهو القادر سبحانه ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : فمثل الدنيا والآخرة - ولله المثل الأعلى - كصاحب ملعب قال للفريقين العبا ولا يعتد أحد منكم على الآخر، {وسنّ لهم من القوانين ما يضمن لهم اللعب الهانئ الطيب}، وبينكم حكم تحتكمون إليه أثناء لعبكم، قد يجور وقد يعدل، وبعد انتهاء اللعبة أكافئ منكم من التزم بقوانين اللعبة ومن تميز فيها، والعقاب على من خالف وعلى الحكم إن جار، قال عز وجل : {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت : 46] فلا يُقال لِمَ لم يمنع صاحب الملعب اللاعب من الاعتداء على الآخر، لأنه منذ بداية اللعبة قد نوه أن الملعب دار عمل وما بعد انتهائها دار الثواب والعقاب، فمن يؤمن بعدل صاحب الملعب وقدرته لا يحزن لضر أصابه في الملعب إذ هو ضر مؤقت ويعقبه ثواب أبدي ينسيه ما أصابه، قال صلى الله عليه وسلم : {يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من الكفار، فيقال : اغمسوه في النار غمسة. فيغمس فيها، ثم يقال له : أي فلان، هل أصابك نعيم قط ؟ فيقول : لا، ما أصابني نعيم قط. ويؤتى بأشد المؤمنين ضراً وبلاء، فيقال : اغمسوه غمسة في الجنة. فيغمس فيها غمسة، فيقال له : أي فلان، هل أصابك ضر قط أو بلاء ؟ فيقول : ما أصابني قط ضر ولا بلاء}، وإنما بلاء من ضُر الصبر مؤقت إلى حين انتهاء اللعبة، بينما الآخرة خلود بلا وقت، فلا مقارنة بينهما ألبتة، ومهما طال الوقت في نظره فلا بد لليل أن ينجلي وأن يلقى كل امرئ تبعات عمله، {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود : 81] ؟ |
تاريخ النشر بالميلادي | 2020/02/11 |