العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 12335
نص السؤال مختصر

هل صحيح أن من لم تبلغه دعوة الإسلام يدخل الجنة؟ كيف ذاك وأنا مسلم أجاهد نفسي في الإتيان بما أمر الله وأنتهي عما نهى ، ثم ذاك يدخل الجنة بتلك السهولة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، إن حال من لم تبلغه الدعوة يوم القيامة أمر غيبي لا يُعلم إلا بالوحي الإلهي، ولا أعلم نصاً صحيحاً صريحاً يخبرنا عن مصيرهم يومئذ .

ثانياً، نقطع بأنهم لن يدخلوا النار لأدلة كثيرة، منها : {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً } [الإسراء : 15].
وقوله عز وجل : {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ} [الملك : 8-9].

وقوله صلى الله عليه وسلم : {والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار } فدل أن من لم يسمع به صلى الله عليه وسلم ليس مستحقاً لدخول النار.

ثالثاً، نؤمن إيماناً يقينياً بعدل الله المطلق، قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً } [يونس : 44]، وقال عز وجل : {أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [النور : 50].

رابعاً، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين : [ الطبقة الرابعة عشرة: قوم لا طاعة لهم ولا معصية، ولا كفر ولا إيمان، وهؤلاء أصناف: منهم من لم تبلغه الدعوة بحال ولا سمع لها بخبر، ومنهم المجنون الذى لا يعقل شيئاً ولا يميز، ومنهم الأصم الذى لا يسمع شيئاً أبداً، ومنهم أطفال المشركين الذين ماتوا قبل أن يميزوا شيئاً.
فاختلفت الأُمة فى حكم هذه الطبقة اختلافاً كثيراً] انتهى.

فالمسألة ليس مقطوعاً بها، ولعل أقوى الأقوال من قال إنهم يُمتحنون يوم القيامة، واستدلوا لقولهم بقوله صلى الله عليه وسلم : {أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق ، ورجل هرم، ورجل مات في فترة ، فأما الأصم فيقول: رب قد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً ، وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً ، وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني من رسول . فيأخذ مواثيقهم ليطيعوه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً }، وقد يُنازَع في ثبوت هذا الحديث، ولا يضر عدم ثبوته لمن يؤمن بما ذُكر في البند الثاني .
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/02/11

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به