الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - أحكام اللسان
رقم الفتوى 12326
نص السؤال مختصر

ماحكم قول {ماذا فعلنا لنستحق كل هذا القهر يا الله} ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فقول هذه الكلمة على سبيل مراجعة النفس ليدرك المسلم الحكمة وراء ما نزل به لا حرج فيه.
أما قولها استنكاراً فسوء أدب مع الله وطعن في عدله وحكمته سبحانه، ويُخشى على قائلها من أن يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم : {وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم}.

ثم من منا يقطع بأنه ليس له ذنب يستحق ما نزل به ؟ وقد سبق في الحديث أعلاه أن المسلم قد يقترف ذنباً عظيماً وهو لا يلقي له بالاً.

ثم من يقطع بأن ما نزل به عقوبة من الله ؟ فلعل الله أراد به خيراً، قال صلى الله عليه وسلم : {من يرد الله به خيراً يصب منه}.

قال ابن حجر في فتحه : [قال أبو عبيد الهروي: {معناه : يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها} انتهى] ثم قال [وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة لكل مؤمن؛ لأن الآدمي لا ينفك غالباً من ألم بسبب مرض أو هم أو نحو ذلك مما ذكر، وأن الأمراض والأوجاع والآلام - بدنية كانت أو قلبية - تكفر ذنوب من تقع له] انتهى.

فالصبر الصبر، واذكر قول الشاعر :
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت ... حلقاتها فُرجت وكنت أظنها لا تفرجُ
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2020/02/05

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به