الفقه الإسلامي - قضايا فقهية معاصرة - مستجدات العصر - طبية
رقم الفتوى 12255
نص السؤال مختصر

مثلي الجنس وهذا الأمر ليس في يدي، ولم أستطع أن أوجه شهوتي للنساء، وحالياً أفرغ شهوتي مع شاب، مع أنني زرت الأطباء النفسيين وأجريت التحاليل وقد قال الأطباء أنت كذلك وما يحدث معك ليس مرضاَ، فما العمل ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

من خلال الرجوع لما قاله الأطباء والمختصون في علم النفس فإنهم يؤكدون أن الشذوذ الجنسي والمثلية حالة مرضية يمكن معالجتها ، وقد يكون هذا الطبيب النفسي الذي قمت بمراجعته لم يشخص الحالة تشخيصاً صحيحاً ، فيمكنك مراجعة أطباء آخرين للوصول لنتيجة مرضية بإذن الله تعالى .

وأعيد مرة ثانية جواباً نشرته من قبل يتعلق بالشذوذ الجنسي وعلاجه :

1- خلق الله الإنسان على فطرة سوية ، وطبيعة سليمة فقال الله تعالى : ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) .

ولكن قد تطرأ على هذه الفطرة والطبيعة الإنسانية اضطرابات ومؤثرات تؤدي إلى تغيرات جسمية ونفسية ، فكما أن المرض الذي ينتشر في حاسة التذوق لدى الإنسان يجعله يشعر بطعم الحلو مراً علقماً ، ولا شك أنه سيعرض نفسه على الطبيب ليصف له العلاج المناسب ، وسيحرص على المداومة على ذلك العلاج لتعود له عافيته .

وكذلك الحال في الاضطرابات التي تنتاب نفسية الإنسان وتجعله يفكر تفكيراً معكوساً يهيمن على مزاجه وشهوته وطريقة تفكيره ، ولا شك أن العاقل في مثل هذه الحالة يعرض نفسه على الأطباء النفسيين والمختصين التربويين ليصبح في حالة سوية ومتوازنة .

وهذه الحالة المذكورة في السؤال يطلق عليها علماء النفس والتربية الشذوذ الجنسي والذي ينتج عنه اضطراب في السلوك ، ويصنفونه من أحد أنواع الأمراض النفسية .

وقد تلعب الوراثة دوراً كبيراً فى هذا المرض ، وكذلك الاضطرابات الهرمونية أيضاً ، وهناك أسباب نفسية وبيولوجية أخرى، بحيث يشعر الشخص أن هناك من يدفعه للقيام بهذا {وهي عبارة عن تفاعلات كيميائية في الجسم غير متوازنة تؤدي لهذه الاضطرابات الفكرية والسلوكية، وقد يرث هذه الاضطرابات عن أحد والديه}.

2- من المغالطات المذكورة في السؤال القول "بأن هذا الشعور بالشذوذ الجنسي ليس بيده وإنما بيد الله تعالى ، ولأن النفس تطلب ذلك" :

سيطرة مثل هذه الأفكار على صاحبها تجعله في حالة من الاستسلام لهذه الأفكار والخواطر ، دون أن يقوم بمجاهدتها ومقاومتها ، ولن يكلف نفسه البحث عن العلاجات المناسبة لها .

وهل يليق بالإنسان العاقل أن يستجيب لكل شهوة تخطر بباله دون النظر في مضمونها وهل هي ترضي الله تعالى أو تغضبه ، ودون التفكر في نتائجها ومخاطرها على نفسه وأسرته ومجتمعه ؟ !!!
وهل تلبية شهوة النفس عندما تطلب الزنى أو اللواط مع الآخرين بالتراضي من الأعذار التي تعفيه من العواقب الوخيمة في الدنيا والأمراض الخطيرة ومن عقاب الله في الآخرة ؟!!
وفي الختام لقد حدث تطور كبير في علاج مثل هذه الحالات، وحقق نتائج كبيرة، بالإضافة إلى الأدوية الحديثة التي تساعد على الشفاء بإذن الله تعالى .

ومن الأوليات التي يجب العمل عليها الأمل والرجاء وزيادة اليقين على الله تعالى والتوكل عليه ليعينه على التخلص من هذه الأفكار ، مع العزيمة والإرادة القوية في الأخذ بالأسباب والاستمرار في طلب العلاج للوصول للنتائج الطيبة بإذن الله .

والله تعالى أعلم 

تاريخ النشر بالميلادي 2020/01/02

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به