استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - هموم الشباب
رقم الفتوى 12243
نص السؤال مختصر

كيف أطلب العلم وقد جاوزت الأربعين؟

نص السؤال الكامل

رجل عمره حوالي الـ 41 ، خريج كلية الهندسة ، ملتزم بصلاته وليس ملتزماً بدرس أو محاضرات ، لا يحفظ غير جزء من القرآن ، يحب الاستماع لدروس الوعظ على النت وخاصة أمثال (د.نابلسي ، أ.صالح المغامسي ، ..) ليس لديه كامل الفقة حول أحكام الصلاة والصوم والحج .وإنما ما التقطه عبر الزمن ، إذ أراد أن يخطو خطوة نحو العلم الشرعي ولكنه بحالة ضياع لا يعرف من أين وكيف يبدأ ، حتى إنه لا يعرف ما هدفه الأساسي من هذه الخطوة ولكنه يخاف أن يدركه الكبر ويبقى على حاله . 1- هل هناك مجال أولى من مجال كالفقه أو التفسير أو السيرة .علماً أنه يميل بطبعه إلى التفسير و قصص القرآن
2- هل يمكن أن يدرس بمفرده دون حضور دروس علم أو دون الانتساب لمعهد شرعي؟ على فرض أجبتم بنعم، ما هي الكتب المناسبة بالفترة الأولى ؟ إذا كان هناك نصيحة عامة لكيفية البدء بهذه الطريق أرجو أن ترشدونا.

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، قال صلى الله عليه وسلم : {من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين}، فتوفيق الله لك للسؤال عن أمر دينك يبشر بأن جبار السماوات والأرض أراد بك الخير.

ثانياً : الغاية من العلم أن يلقى العبد ربه وهو راض عنه، غير ساخط عليه، إذ الجهل موجب للسخط لما يترتب عليه من إضاعة حق الله عز وجل.

وفي فضل العلم نصوص كثيرة، منها قوله تعالى :{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة : 11]، فالعالم يُرفع مرتين لإيمانه ولعلمه.
وقال صلى الله عليه وسلم : {من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً ؛ سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر}.

ثالثاً، لابد لتحصيل العلم من أن يقتطع المسلم من وقته وجهده وماله، إذ العلم عزيز لا يتأتى لكل أحد.

رابعاً، البدء بطلب العلم يكون بالعقيدة والفقه، ثم بما يتيسر من بقية العلوم الشرعية.

خامساً، آلية طلب العلم تختلف من شخص لآخر وذلك بحسب وقته ومكانه ومسؤولياته، ولكن المتفق عليه أن العلم لا يؤخذ من الكتب، فلا بد من مدرّس مختص بما يدرّسه، والأفضل التسجيل بالكلية الشرعية بعد الانتهاء من الكلية الدنيوية، أو عبر حضور الدورات المقامة في المساجد، أو عبر الجامعات والأكاديميات الإلكترونية.

سادساً، طلب العلم ببطء خير من ألا يطلب العلم مطلقاً، ومن سار لا بد أن يصل.

سابعاً، لا بأس لمن يأخذ العلم عن الرجال أن يتابع مجالس العلم عبر الشابكة، ولا بأس أن يتابع {مع ما يدرسه من عقيدة وفقه} مجالس التفسير عن العلماء الثقات.
نسأل الله أن يجعلنا من العلماء العاملين معلمي الناس الخير.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/27

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به