استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - هموم الشباب
رقم الفتوى 12239
نص السؤال مختصر

حين يمدحني الناس فأجاهد نفسي كي أتواضع، كيف لي أن أعلم إن استطعت التواضع حقاً أم تصنعت ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

نظرت فوجدت الناس مع التواضع عند مدحهم أربعة :

فمنهم من لا يتواضع أصلاً فيبقى ساكتاً مبتسماً، ويترنم قلبه بسماع ما يطريه ويعظمه.
ومنهم من يرد بما يُرد عادة {غفر الله لي ما لا تعلمون وجعلني خيراً مما تظنون، أو ما يقوم مقامها}،ورده لاعتقاده وجوب الرد عُرفاً، إذ الموقف يستلزم التواضع، لكن قلبه على وجه الحقيقة لا يعرف التواضع.

ومنهم من يؤمن أن ما يسمعه حق {أي ما يوجه له من مدح}، لكنه يتصنع التواضع ليعلّم الحاضرين التواضع، وكيف ينبغي أن يتعاملوا مع هذه المواقف.

ومنهم من يعلم من نفسه التقصير والجهل حقاً، فيذكر حين تمدحه الناس حجم ما علمه بالنسبة لما جهله، ويذكر ذنوبه التي غشيته وقد سترها الله عن أعين الناس وآذانهم، فيصغر في عين نفسه، فيرد على المادح بتواضع وهو خجل من ربه منكسرا بين يديه.
والإنسان على نفسه بصيرة فيعلم أي الناس هو.
قال صلى الله عليه وسلم : {وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله}.
نسأل الله أن يرزقنا التواضع مع العزة.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/25

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به