الفقه الإسلامي - المعاملات المالية - أحكام البيوع و الشركات - البيوع
رقم الفتوى 12232
نص السؤال مختصر

لدي بقالية لا أبيع فيها محرماً، لكن الزبائن يضغطون علي كي أبيع الدخان، فيتركون الشراء من عندي ليشتروا من جاري لأنه يبيعه، ومعنى ذلك إن لم أبعهم باعهم غيري، فما الحكم؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فيحرم لما فيه من إعانة على محرم، قال تعالى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا على الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة : 2]
وامتناعك عن بيعهم تؤجر عليه، ويأثم غيرك ببيعه لهم، قال تعالى : {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً } [مريم : 95].

وامتناعهم عن الشراء منك لا يضرك مع الإيمان بالله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم : {ليس من عملٍ يُقرِّبُ من الجنَّةِ إلَّا قد أمرتُكم به ولا عمل يُقرِّبُ من النَّارِ إلَّا وقد نهيتُكم عنه فلا يستبطِئنَّ أحدٌ منكم رزقَه فإنَّ جبريلَ ألقَى في روعي أنَّ أحداً منكم لن يخرجَ من الدُّنيا حتَّى يستكملَ رزقَه فاتَّقوا اللهَ أيُّها النَّاسُ وأجمِلوا في الطَّلبِ فإن استبطأ أحدٌ منكم رزقَه فلا يطلُبْه بمعصيةِ اللهِ فإنَّ اللهَ لا يُنالُ فضلُه بمعصيتِه}.


وهو امتحان من الله عز وجل ليختبر إيمانك أتسقط أم تفوز فوزاً عظيماً ؟ قال تعالى :{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت : 2]، وأبواب الرزق كثيرة ومتنوعة ، والله تعالى هو الرزاق ، ولا يشترط أن يتساوى الناس في الرزق.
نسأل الله أن يرزقك الرزق الحلال الطيب.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/25

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به