الحديث الشريف - الحديث - علوم الحديث المختلفة - مصطلح الحديث و غيره
رقم الفتوى 12227
نص السؤال مختصر

حكم رواية الحديث الضعيف ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

أولاً، الحديث الضعيف هو ما يغلب على الظن عدم ثبوته عنه صلى الله عليه وسلم.

ثانياً، شرط جواز رواية الحديث الضعيف بيان ضعفه، وقد كان الكثير من العلماء يبينون ضعف الأحاديث الضعيفة :

إما بروايتها بصيغة التمريض، وفي ذلك يقول ابن الصلاح في مقدمته : [إذا أردت رواية الحديث الضعيف بغير إسناد فلا تقل فيه: { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا } وما أشبه هذا من الألفاظ الجازمة بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك، وإنما تقول فيه: { روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، أو بلغنا عنه كذا وكذا، أو ورد عنه، أو جاء عنه، أو روى بعضهم } وما أشبه ذلك.

وهكذا الحكم فيما تشك في صحته وضعفه، وإنما تقول: { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم} فيما ظهر لك صحته بطريقه الذي أوضحناه أولاً، والله أعلم.] انتهى.

وإما بذكر إسنادها {أي قال فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : }، وفي ذلك يقول العلماء : من أسند فقد حمّل، {أي حمّل القارئ مسؤولية التأكد من صحة إسناد الحديث}.

ثالثاً، العلة في تحريم رواية الحديث الضعيف دون بيان ضعفه : ألّا يظن السامع أن الحديث ثابت عنه صلى الله عليه وسلم، فلو ظن السامع ذلك بسبب الراوي عُد الراوي من الكاذبين عليه صلى الله عليه وسلم.

رابعاً، معلوم من الواقع بالضرورة أن أكثر العوام في زمننا الحاضر لا يعلمون معنى صيغة التمريض ولا قاعدة من أسند فقد حمل، فيظنون كل ما يُروى قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، فلو روى الراوي بصيغة التمريض أو بالإسناد لم يفد من ذلك شيئا ولا تبرأ ذمته لأن علة التحريم {السابق ذكرها في البند الثالث} مازالت موجودة، وعليه فيجب شرعاً عند رواية الحديث الضعيف - أمام من لا يعلم - بيان ضعفه صراحة،كقوله بعد الرواية وهذا الحديث ضعيف.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/24

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به