أصبح عندي خوف شديد من موضوع الزواج فكلما تقدم لي شاب إما لا يعود وإذا عاد يكون غير مناسب وإذا كان مناسباً نفرت منه ،هل هنالك علاقة للسحر فأعرف أشخاص يتعاملون به ،فما الحل ؟

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

أولاً : يعني أهنئك على عقيدتك السليمة ،وثقتك بربك سبحانه وتعالى التي تجلت من خلال نهاية رسالتك ، عندما قلت إنني لم أفقد الأمل ،وهذا هو حال المسلم .

ثانياً : أختي الكريمة اعلمي أننا أنتِ وأنا والثاني والثالث مبتلون في هذه الحياة الدنيا، بكل شيء مما يأتينا من خير وشر ، وهذا مصداق قول ربنا سبحانه وتعالى : (ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) يعني إن لم يأتني خاطب فأنا مبتلاة وإن أتاني خاطب فأنا مبتلاة عندما لم يأتني مبتلاة بالصبر وعندما أتاني مبتلاة بحسن الاختيار كما تفعلين أنتِ .

ثالثاً : إيماننا بربنا وأنه مقدرٌ للأقدار ومصرفٌ للأمور يجعلنا نعلم أنه إذا كتب لي أن يكون لي زوجٌ أو خاطب فسيأتي في الوقت المناسب ، والله لو أجمعت سحرة الدنيا ولو اجتمعت الأمة كلها على أن يردوه ما استطاعوا رده ، وهذا ماقاله النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الصحيح عندما قال : واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء ماضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء مانفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ورفعت الأقلام وجفت الصحف.
الأمر الثاني إيماننا بحكمة ربنا سبحانه وتعالى وكما يقول العوام : في كل تأخيرة خيرة فلعل هذا التأخير الذي يجري بشأن الخاطب يريد الله لكِ إنساناً جيداً ، هكذا نحن نحسن الظن بربنا سبحانه وتعالى فلذلك وقبل أن أقول ماعليكِ بهِ موضوع السحر أختي الكريمة ربي قال: وماهم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله فأنتِ إذا كنتِ مؤمنةً تقيةً ملتزمةً بشرع ربك كما ينبغي ملتزمة بأوراد الصباح والمساء فاعلمي إن شاء الله لن يضرك من هذا شيء

الآن مالمطلوب مني أنا كعبدٍ لله سبحانه وتعالى أولاً : الإيمان بقضاء الله وقدره ، والرضا به لأن ما عند الله إلا الخير واعلمي أن ربي لن يضيعك ، لن يضيع الكافرين فما بالك بالمسلمة ، الأمر الثاني أن نطبق قوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ،ويرزقه من حيث لايحتسب ) والزوج الصالح رزق فلذلك عليك بالتقوى ،وعندما أقول تقوى فأنا لا أقصد تقوى العبادات فقط مع أهميتها لكن أيضاً تقوى الملبس والمأكل والمشرب .

الأمر الآخر عليك بالتزام أوراد الصباح والمساء والالتزام بورد مأخوذ من الكتاب والسنة أنصح به جداً وفيه أنوار كبيرة هو ورد الإمام النووي .

أيضاً عليك أنتِ المسلمة أن تمارسي عبادة الدعاء لا بقصد ماسيتأتي و فقط من إجابة بل لأنه بحد ذاته عبادة ،
و أن تقومي بدعاء الله سبحانه وتعالى في أوقات الإجابة مثل أوقات نزول المطر وأوقات ماقبل الفجر والثلث الأخير من الليل وعندها إن شاء الله ربي لن يخيبكِ تصدقي على نية أن يكرمك ربي بالزوج ٠الصالح لا تتعجلي بهذا الأمر وثقي بالله و حكمته و قدرته سبحانه و تعالى
والله أعلم