الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - الأدعية و الرقائق و الأذكار
رقم الفتوى 12181
نص السؤال مختصر

أصبت بحادث أليم مع أنني محافظ على أذكار الصباح والمساء، فما تفسير ذلك ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فأذكار الصباح والمساء والأذكار عامة لا تحفظ المسلم من كل شر، إلا ما نص عليه الوحي في بعض الأذكار، وحتى هذه المنصوص عليها ليست تأميناً شاملاً ضد أي ضُر جسدي أو معنَوي، ودليله أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس ذكراً لله تعالى وأصابه من الأذى والضر ما أصابه، كذا الصحابة والتابعون وهم خير هذه الأمة، وما هذه الأذكار إلا سبب يُتخذ في سبيل تحصين المسلم، ولا تمنع قدر الله المبرم من أن يقع إن أراد بعبده بلية، أما القضاء غير المبرم فهذا الذي ترده الأسباب، ولا سبيل للمعرفة - ابتداءً - أي نوع من البلاء إن كان من القضاء المبرم أو غير المبرم، إلا إن وقع وكان المسلم قد اتخذ الأسباب المانعة له، حينئذٍ نعلم أنه من القضاء المبرم، وقد يكون الأمر ذاته في وقت ما من القضاء المبرم، وفي حين آخر من القضاء غير المبرم، كمن أخذ دواء للوقاية من مرض ما في وقت متوقع حدوث هذا المرض، فلم يصبه، وبعد عام تكرر الأمر لكن لم يفده الدواء شيئاً وذلك لأن المرض في المرة الثانية كان من القدر المبرم.
والأذكار كالدرع للمحارب، وليس معناه أن الدرع يحمي المقاتل ضد كل المخاطر المحيطة به، فقد تأتيه سكتة قلبية يموت فيها، وقد يفجر به لغم يبعثره مع أنه يرتدي الدرع الواقي، وفي الوقت نفسه قد يكون الدرع وقاه الكثير من الرصاص الحي، والمقصد من كل ما سبق أن اتخاذ الدرع مفيد ولكنه لا يمنع وقوع الضرر بالمجمل.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/11

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به