استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - تربية الأبناء
رقم الفتوى 12180
نص السؤال مختصر

نقيم في بلد أوربي، فما حكم إرسال الأهل لأطفالهم أو شبابهم في الرحل المدرسية التي تستغرق بضعة أيام سواء كانت داخل البلد أو خارجه ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فإن الدراسة في المدارس الأوربية أصلا كارثة حقيقية لا ينكرها عاقل، فكيف إن اختلوا بولدنا لأيام؟ والمصيبة أعظم ما لو كانت ابنتنا.

والرحلة في حد ذاتها جائزة، لكن الحالة المذكورة يترتب عليها ضرر على تربية الولد وتدينه، وذهاب ولدنا معهم عين الفتنة له، وباب عريض لتفلته، وهذا لا نشك فيه ألبتة، لذا فأرى حرمة مثل هذه الرحل، قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } [التحريم : 6].

وقد يخوف الشيطان الأهل من إدارة المدرسة، والحق أنه ليس لأحد عندهم شيء، فهو نشاط اختياري وليس إجبارياً، وإن أوهمت الآنسة أنه نشاط مُلزم.

وترفيه الولد في هذه الدول لابد منه عرفاً، وإلا استعاض عنه بأمر آخر قد يكون محرماً، لذا يلزم الأهل أن يبحثوا له عن صحبة صالحة فيحتك بالمسلمين وليتنزه معهم تحت إشراف الأهل لا مانع، وإن تعذر فلينتسب للجمعيات الشبابية المسلمة التي تهدف لأسلمة النشاطات الأوربية، وليذهب معهم بقدر معين، لا في كل نشاط لهم، إذ وإن كانوا على خير في المجمل، لكن يعيبهم أنهم يفتقرون غالبا للضوابط الإسلامية في الاختلاط، وأبيح الذهاب معهم وفق قاعدة ارتكاب أخف الضررين.

وليجتهد الأهل في اصطحاب أولادهم حيث يشتهون، والله الموفق والمستعان، وعليه التكلان.
نسأل الله أن يحفظ على أبنائنا دينهم.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/11

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به