الفقه الإسلامي - ما يخص الفقه و أصوله - ما يخص الفقه - أسئلة لاتتعلق بحكم
رقم الفتوى 12165
نص السؤال مختصر

ماذا عن عبارة صححه الألباني في الحديث الشريف ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، لست من مناصري الألباني رحمه الله لكن {المستشار مؤتمن} كما قال صلى الله عليه وسلم، ومن الأمانة أن يجيب المسلم بإنصاف.

ثانياً، {صححه العالم الفلاني} :
فهذا اصطلاح المحدثين منذ مئات السنين،ويُتداول بينهم دون نكير، فيُقال مثلاً صححه الترمذي أو حسّنه ابن حجر أو ضعفه المنذري - رحم الله علماء هذه الأمة جميعاً - ومعناه أن المحدث حكم على الحديث بحكم معين، وهذا لا حرج فيه.

ثانياً، يجوز للمتأخر على الراجح الحكم على الحديث بشروط معينة، كما يجوز للفقيه المعاصر مخالفة المتقدمين في حكم معين بضوابط معينة.
ولم ينفرد الألباني من المعاصرين في الحكم على الأحاديث، إنما هم كثير.

ثالثاً، الألباني كغيره من العلماء وقع في الخطأ كما وقع غيره، أما عن خطئه
فهل هو كثير أم قليل، فهذا مما اختلف العلماء فيه.

رابعاً، المسلمون في علم الحديث النبوي إما مقلدون وإما مجتهدون متخصصون، فمن كان مجتهداً له الحق في انتقاد غيره من العلماء والرد عليه بأدب العلماء، ومن كان مقلداً فلا يحق له الكلام ألبتة، إذ لو تكلم لكان كلامه صادراً عن جهل، والله يقول :{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً } [الإسراء : 36].

خامساً، بعض من خالف الألباني من العلماء اختلط خلافهم بمشاعرهم مما جعلهم - غفر الله لهم - يُسفهونه ويردون عليه كل ما قدمه وكل ذلك في المجالس العامة وأمام الناس أجمع، مما أدى لتشويه اسمه أمام العامة، فصار الناس يتناصحون فيما بينهم بالتحذير منه، وهذا ليس من الإنصاف، والصواب أن يؤخذ منه ما أصاب به ويُترك ما أخطأ به، فمن لم يستطع التمييز بينهما ترك كل علمه وأخذ بعلم من يثق به، دون أن يشوه اسم من ترك علمه، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة : 8].
نسأل الله أن يلهمنا الحكمة وأن يؤدبنا بآداب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/10

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به