العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 12102
نص السؤال مختصر

تسيطر على صديقي فكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث في الأربعين و من ثم أصبح سيّد البشر فلم لا ( نعيش حياتنا) بالإكثار من المباحات حتى ذلك العمر ؟ ومن ثم نتوب ونكثر من الاعمال الصالحة .

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، الظاهر من صياغة السؤال أن المقصود الإكثار من السيئات {وعلى ذلك ستُبنى الإجابة}، أما المباحات فلا يضر كثرتها ما لم تؤدِ للحرام.

ثانياً، فرق ما بينه و بين رسول الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن مكلفاً حتى نزل عليه جبريل عليه السلام ، بينما صديقك مكلف شرعاً منذ أن بلغ، لقوله صلى الله عليه وسلم : {رفع القلم عن ثلاثة ؛ عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المعتوه حتى يبرأ}.

وإن قلنا إنه مكلف فهو محاسب على ما يصدر منه من خير وشر منذ بلوغه إلى مماته، قال تعالى : {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } [الزلزلة]

ثالثاً، من يضمن له الحياة حتى الأربعين ؟ كم من شاب مات بالسرطان أو بحادث سير؟ سلِ المناطق المنكوبة في بلادنا، كم مات منهم من أطفال وشبان ؟ ما الذي يمنع من أن يكون صاحبك من هؤلاء الذين يموتون قبل الأربعين؟ علمه؟ ذكاؤه؟ بنيته الجسدية ؟ أمان منطقة سكنه؟ فقد مات من هو خير منه وقد اجتمعت فيه كل هذه الأمور !

رابعاً، فرق كبير بين من يذنب عن غلبة شهوة وبين من يتعمد الذنب ويتساهل به، وفرق كبير بين من قلت ذنوبه ومن سوّدت وجهه الذنوب، قال تعالى : {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية : 21]

خامساً، من يضمن له أن تُقبل توبته وألا تُرد في وجهه ؟ فإن لم تقبل يوم القيامة هل يظن أن بإمكانه الرجوع للدنيا ليصلح ما أفسده ؟ قال الله تعالى : {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون : 99-100]

سادساً، إذا أراد الشيطان بالمرء سوءاً زين له السوء من عمله، {وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 43].
نسأل الله أن ينور قلوبنا وأن يبعد عنا الشيطان ووساوسه.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/02

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به