الفقه الإسلامي - قضايا فقهية معاصرة - مستجدات العصر - اجتماعية
رقم الفتوى 12101
نص السؤال مختصر

ما رأيكم بالإنشاد الذي نراه اليوم؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فالإنشاد في حد ذاته جائز، وقد يكون مستحباً إن كان سبباً في زيادة حب الناس لربهم عزّ وجلّ ولرسولهم صلى الله عليه وسلم.

ويحرم إن اشتمل على محرم من قول أو فعل، ومثال القول : الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعه إلى درجة الألوهية، وهذا شائع عند الكثير من المنشدين، والمصيبة أن المستمعين يتغنون بقولهم ويأنسون، دون تمعن بكلامهم، بل قد يرون جواز قول ما يسمعون لمجرد وجود شيخ يحضر معهم ولم يظهر منه إنكارٌ على ما سمع، والحق أن الكثير من الشيوخ اليوم لا يتمكنون من النهي عن المنكر في ظل هذا الجمع، فبعضهم يترك ذلك إلى حين انصراف الناس، وبعضهم لا ينهى أصلاً لمانع يمنعه، فليس وجودهم حجة على الجواز مطلقاً.

ومثال المحرم من الفعل : ما يصحب إنشادهم من موسيقى، وهي محرمة عند جمهور أهل العلم، وما جعلهم يميلون هذا الميل إلا ليشابهوا أهل الفسق بغية أن يترك المسلم سماع المغنين ويلحق المنشدين، وهذا من تلبيس إبليس عليهم، حتى صرنا نرى المنشد { عمرو دياب إسلامي }، حتى إنهم قد بدلوا لباسهم، وقصروا لحاهم، وتحولت إلى مهنة تجارية محضة، ولا حرج في أخذ المال على ذلك، لكن تحويل ذلك لتجارة بالدين هو عين المصيبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/02

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به