الفقه الإسلامي - القرآن الكريم - علوم القرآن و أحكام المصاحف - علوم القرآن
رقم الفتوى 12048
نص السؤال مختصر

هل الأرض وفق القرآن كروية أم مسطحة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، سبق أن القرآن ليس بكتاب علم، ولكنه لا يعارضه، بل قد يوافق العلم القطعي في بعض المواطن.

ثانياً، كروية الأرض حقيقة علمية لا شك فيها باتفاق أهل الاختصاص، ثم إن العقل يقطع بذلك دون النظر في اتفاق أهل الاختصاص.

ثالثاً، وردت عدة نصوص في كتاب الله قد يبدو ظاهرها أن الأرض مسطحة، وليس الفهم الصحيح كذلك، بل هي محتملة لأكثر من معنى، ولم يفهم أحد من العلماء المتقدمين ولا المتأخرين أن الأرض مسطحة، بل على العكس فقد نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على كرويتها، منهم ابن حزم رحمه الله تعالى إذ قال : [إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل {يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل} وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض مأخوذ من كور العمامة وهو إدارتها وهذا نص على تكوير الأرض] انتهى من الفصل في الملل والنحل.

علماً أن ابن حزم متوفى سنة 456 هجري، ومشهور بفهمه الظاهري لنصوص الوحي غير أنه فهم كروية الأرض ونقل عن أئمة غيره .
وسواء كانت كروية أم بيضوية فالقصد من ذلك نفي كون الأرض مسطحة.

رابعاً، من يعتقد اليوم بأن الأرض مسطحة من المسلمين {وهم قلة قليلة جداً} إما أساء فهم النصوص وتشبث بفهمه أو تبع على غير هدى رأي من أساء الفهم.

خامساً، من يشيع أن القرآن يقطع بأن الأرض مسطحة كبعض المجهولين الذين يظهرون على وسائل التواصل ويتكلمون بالدين فهؤلاء غايتهم تشكيك المسلم بدينه، وصد غير المسلمين عن الإسلام، وأسلوب هؤلاء عفا عنه الزمن إذ يُظهرون الحب والحرص على مصلحة المسلم ومعتقده، فيزعمون محذرين أن من قال بكروية الأرض قال ذلك ليطعن بدين الإسلام، قال تعالى : {وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ} [النساء : 44].
نسأل الله أن ينور بصائرنا.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/11/19

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به