الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - أحكام اللسان
رقم الفتوى 12046
نص السؤال مختصر

حكم قول المرء لآخر يا سيدي أو صديقي العزيز، أو لقد رأيت شيئاً عظيماً ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فلا حرج في استعمال لفظ العظيم على أمر أو في وصف شخص، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعمل هذا اللفظ في كلامه، ففي الحديث ، يا رسول الله : أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال : " لقد سألتني عن عظيم.

بل قد أرسل صلى الله عليه وسلم لملك الروم كتاباً في بدايته،{ بسم الله الرحمن الرحيم من محمد - عبد الله ورسوله - إلى هرقل - عظيم الروم - سلام على من اتبع الهدى، أما بعد}
أما كلمة عزيز فقد قال صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى : { إذ انبعث أشقاها } : {انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه}.

فلا حرج في إطلاق صفات الله تعالى على العبد، نحو غني وقوي وحليم وعظيم وغير ذلك، إذ لا وجه للمقارنة بين صفة الخالق وصفة المخلوق فلكلٍّ صفة تليق به،وذلك شرط ألا تكون من الصفات التي تختص به سبحانه، أما الصفات التي يختص بها سبحانه نحو الأحد والصمد وغير ذلك فلا يجوز.

ثانياً، يجوز قول المسلم لأخيه المسلم يا سيدي أو يا مولاي، قال صلى الله عليه وسلم : {لا يقل أحدكم : أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك، وليقل : سيدي، مولاي، ولا يقل أحدكم : عبدي، أمتي، وليقل : فتاي وفتاتي وغلامي}.

والحديث وإن كان في أصله يخاطب العبد وسيده زمن الاسترقاق، لكن الحكم عام يشمل الحر أيضاً، وقد أكد هذا العموم قوله صلى الله عليه وسلم للأنصار لما دنا سعد بن معاذ من المسجد : {قوموا إلى سيدكم}.

غير أن البعض يُسيء استخدام هذا اللفظ فيطلقه على بعض المبتدعين والفساق، وهذا يُنهى عنه.
كما قد يُفتن البعض عندما يناديه أحدهم بهذه الألفاظ على رؤوس الخلائق، فالمنادي هنا قد أضر بأخيه، وأعان الشيطان عليه.
نسأل الله التوفيق والسداد.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/11/19

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به