الفقه الإسلامي - أصول الفقه - مسائل أصولية - متفرقات ( أصول )
رقم الفتوى 10200
نص السؤال مختصر

ماتفصيل حكم الاحتفال بالمولد النبوي، ويوم مولده صلى الله عليه وسلم، وضوابط الاحتفال عند من أجاز ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، و الحمدلله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد :

١- اتفق العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولد يوم الإثنين، فقد روى مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ :( فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ

٢- اتفق العلماء على أن رسول الله صلى الله عليه ولد عام الفيل، ورجحوا أن ولادته كانت في شهر ربيع الأول من هذا العام.

٣- اختلف العلماء في تاريخ اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهر ربيع الأول، فقد نقل الحافظ ابن كثير رحمه الله العديدَ من الأقوال المتباينة في تحديد ذلك اليوم؛ فذكر منها: اليوم الثاني، واليوم الثامن، واليوم العاشر، واليوم الثاني عشر، واليوم السابع عشر، واليوم الثاني والعشرين.

وكل هذه الأقوال جاءت معلقة غير مسندة

٤- رجح الجمهور أن ولادته صلى الله عليه وسلم كانت في الثاني عشر من ربيع الأول، ورجح آخرون أنها في الثامن من  ربيع الأول، كما اتفقوا أن وفاته صلى الله عليه وسلم كانت يوم الإثنين، ورجحوا أنها في الثاني عشر من ربيع الأول أيضاً.

٥- تعارف الكثير من المسلمين على الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول، وفي الثاني عشر منه تحديداً.

٦- في كل عام ومع مقدم شهر ربيع الأول يبدأ الخلاف بين المسلمين حول مشروعية الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، ويحشد كل من الفريقين أدلته حول ما يذهب إليه من رأي بالجواز أو عدمه، وكثير من هؤلاء غايتهم سليمة صحيحة، وهي الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم ولسنته، فمنهم من يرى ذلك في ترك الاحتفال، ومنهم من يراه في الاحتفال، والحق أن الأمة اليوم تعاني واقعاً مريراً مؤلماً، وحبذا لو أننا تعاونا على حل مشكلاتنا وأثرناها كما نثير خلافنا هذا، وتناقشنا بأمرها نقاشاً شرعياً علمياً حتى نصل لحلول تنهض بنا من كبوتنا، وتبني الإيمان في قلوب شبابنا وتضع لنا برامج عمل لتغيير واقعنا!

٧- لكل فريق أدلته وعلماؤه الذين يحتج بهم من السلف والخلف

٨- لعل أقرب ما يقال للتوفيق في هذه المسألة أن نبين النقاط الآتية :

- الاحتفال بالمولد ليس عبادة مخصوصة بيوم محدد أو شهر محدد، لأن العبادات مبناها على الحظر ولا تشرع عبادة إلا بدليل، كما أنه ليس لهذا اليوم فضيلة خاصة إذ لم يرد في الشرع ما يفيد تخصيصه، كما ورد في يوم عرفة مثلاً.

- الاحتفال بالمولد ( عند من يقول بجوازه ) يدخل في باب الدعوة إلى الله وجمع الناس على التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم انطلاقاً من قوله تعالى: { أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69) المؤمنون} في زمن ابتعد كثير من المسلمين فيه عن أخلاق النبوة.

- كل احتفال تخلله مخالفة شرعية فلا يقول أحد بجوازه كالرقص والاختلاط أو كلمات الشرك، والاستغاثة بغير الله تعالى، أو الادعاء بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم في المولد!

- ننكر جميعاً على من يستغل المناسبة للفرقة والتشنيع على الآخر، والتحزب ضده، من أي طرف كان.

- نعتقد جميعاً أن الاحتفاء برسول الله صلى الله عليه وسلم يكون حقيقياً ومجدياً عندما يكون في التأسي به، والاقتداء بسنته، وتمثل أخلاقه في حياتنا.

- من أراد أن يحضر احتفالاً منضبطاً فيه تعريف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه نشاط دعوي فله ذلك، ومن ترك فله ذلك، ولنتعاون معاً على نبذ الخلاف الذي لا نتيجة وراءه، وأن تكون حواراتنا فيما يبني ويغير مستمدين قوتنا من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

والله تعالى أعلم .

تاريخ النشر بالميلادي 2018/11/20

المفتي


د. بلال نور الدّين

د. بلال نور الدّين

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به