الفقه الإسلامي - المعاملات المالية - أحكام البيوع و الشركات - البيوع |
|
---|---|
رقم الفتوى | 11985 |
نص السؤال مختصر | شراء المنزل بقرض من البنك الربوي ؟ |
نص السؤال الكامل | توفر البنوك قرض المنزل ، أو تحقق أمنية بناء المسكن بواسطة الودائع الثقيلة ، مما يوجد فيها الربا بمقدار يسير ، فهل يجوز أخذ القرض بهذا الطريق ، أو التعامل مع البنوك لشراء البيت أو بنائه ؟؟ |
الجواب الكامل | بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ : نريد أن نؤكد أولاً أن الربا حرام قطعاً بجميع أنواعه ، وأن الفوائد في البنوك الربوية رباً وحرام قطعاً ، ولا نحتاج لنذكر الآيات الكريمة والأحاديث الشريف التي تبين هذا ، وأجمع عليه المسلمون ، مهما كانت الأسباب . ولكن نشير هنا إلى أن المجلس الأوربي للإفتاء أفتى بشراء بيت للسكن ( ومثله بناء مسكن ) للمقيمين في الغرب بقرض ربوي بشرط ألا يملك الشخص مالاً لشراء المنزل للسكن ، وألا يكون له بيت آخر ، معتمدين في ذلك على قاعدة " الضرورات تبيح المحظورات " وقاعدة " الحاجة تنزل منزلة الضرورة " وأن البيت للسكن حاجة وضرورة ، مع اعتبار قاعدة ثالثة " ما أجيز للضرورة يقدر بقدرها " فلا يجوز التوسع في ذلك ، وأخذ بهذه الفتوى كثير من المسلمين في أوربا وأمريكا . ونحن هنا ننقل فتوى المجلس الذي درس الحالة بعمومها ، وأصدر قراراً بشأنها، ولا نتبناها ونترك الأمر للسائل في حرية الأخذ بها ، لا سيما في حالة المشقة التي لا يمكن الاستمرار عليها في حفظ نفسه وأهله وعرضه . وقرر الفقهاء أنه يحق للمفتي إذا لم يجد للسائل مخرجاً عنده أن يرشد السائل إلى عالم آخر يمكنه أن يحل له مسألته ، والله من وراء القصد ، وهو ولي التوفيق . ولكننا في هذا الخصوص نحمل المسلمين وحكامهم عامة ، والعلماء خاصة ، وأهل الغنى واليسار على وجه أخص ، مسؤولية التقصير الآثم في عدم إنشاء المصارف الإسلامية ، وشركات الاستثمار الإسلامية ، وشركات البناء للبيوت والمساكن ، في جميع الأماكن والبلاد ، وخاصة أن المسلمين من أغنى الأمم اليوم ، وأن أموال الأغنياء من المسلمين لا تحيط بها الحسابات ، وتمتلئ بها البنوك في الغرب ، وتستثمر في بلاد الكفر ، وفي مجالات يندى لها الجبين ، ويشترون بها الاسطبلات والنوادي الرياضية في الغرب ، وينفقونها أو يتصدقون بها على الجهات المشبوهة ، وفي هذا الشهر تبرع أحد الحكام بمبلغ مئة مليون جنيه إسترليني لإسطبلات الخيول في بريطانيا ، وأعطى أحد رؤساء الوزراء من الأغنياء ستة عشر مليون دولار لعارضة أزياء من جنوب أفريقيا ، والأمثلة أكثر من أن تحصى مع العار والخجل ، وملايين المسلمين لا يجدون بيتاً للسكن والمأوى لهم ولأهلهم ولأولادهم، مع الجوع والفقر ؟ والله تعالى أعلم |
تاريخ النشر بالميلادي | 2019/11/10 |