الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الزواج - أحكام الزواج والأسرة
رقم الفتوى 11969
نص السؤال مختصر

تقدمت لفتاة وتعارض عندي الجمال مع الصلاح، بالإضافة إلى أن مهرها يشق علي ولم يرض أهلها في تغييره، فما العمل ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول، أما بعد :
فالجواب متعلق بأمرين اثنين :
الأول بالشاب نفسه، فإن كان الجمال عنده أمر أساسي وتتوق نفسه لامرأة جميلة، فلا بد حينئذ من مراعاة أمر الجمال عند بحثه عن زوجة، فإن أغفل ذلك لم يطب له عيش والضرر عليه شبه محتم، ويكون إما بإهماله زوجته وظلمها، وإما بالتطلع لزوجة ثانية فإن تعذر فغالبا يؤول الأمر للحرام من إطلاق بصر أو علاقة غير شرعية.
ثم إن الجمال نسبي غالبا، ومتجزئ، فقد يكون وجه المرأة عند الرجل أهم من تفاصيل جسدها، وقد يكون العكس، وقد يكون كلاهما، فينبغي النظر بعين الرجل ذاته لا بعين المجتمع كي لا يكون للغير تأثير على قراره.

الأمر الثاني، بغايته من الزواج :
فمن كانت غايته الآخرة والفوز بها والمسارعة إليها كانت تركبزه على صلاح الزوجة، وصلاح الزوجة ليس معناه أنها تؤدي الصلاة وتحفظ شيئاً من القرآن وتلزم المساجد، لا إذ هذه شكليات في كثير من الأحيان، والصلاح الحقيقي هو لزومها أمر ربها بالسراء والضراء، ثم تتفاوت درجات الصلاح، فإن أضيف للصلاح وعياً كان صلاح دنياه وآخرته على يديها، وهي ذاتها من تخرج له خير ولد يخلفه بعد مماته يكون لهما صدقة جارية إلى يوم القيامة.
ثم إن الجمال يفوت مع تقدم العمر، وحاجة المرء إليه تنحصر في فترة القوة والشباب، بينما الصلاح يحتاج له في كل وقت، ويبقى أثره إلى ما بعد الممات.
ومن كانت غايته من الزواج الدنيا ََتفريغ الشهوة فحسب، فنقول له ما قلناه في الأمر الاول أنه لا بد من مراعاة أمر الجمال عند البحث عن زوجة.

فإن كانت غايته الآخرة ولكنه متعلق بأمر الجمال، ولم يجد فتاة تجمع الأمرين فلينظر في واقعه ثم في الخيارات المتاحة {الجمال، أو الصلاح، أو الانتظار ريثما يرزقه الله من تجمع كلا الأمرين} ويرجّح بحسب قاعدة ارتكاب أخف الضررين.
وليعلم أن التزوج من الفتاة المثالية التي تُعرض في المسلسلات ليس له وجود، إنما هو تغرير بشبابنا وبناتنا.

أخيراً نذكّر بقوله صلى الله عليه وسلم : تنكح المرأة لأربع : لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وننصحه بأنه إن اختار الصلاح فليتزوجها وإن شق عليه المهر بعض الشيء، والله وليه نعم المولى ونعم النصير.
نسأل الله أن يتولاه ويلهمه الرشد.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/11/05

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به