العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 11955
نص السؤال مختصر

لِمَ لَمْ نخلق بزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فالصحابة رأوه ونحن لم نره ؟!

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فالجواب على { لم؟} في قوله تعالى : {كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [آل عمران : 40]
وقوله عزّ من قائل : {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء : 23]
فالله عز وجل يفعل ما يشاء ويختار،{وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [التحريم : 2]
والحق أننا قوم لا نستحق أن نكون من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه : {إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلبه فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد بعده فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيئ}.

وفرق ما بيننا وبين الصحابة أن أكثرنا يشعر أنه ضمن الجنة بركعتين وبصوم يومين، وقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تغشاهم الأعمال الصالحة ثم هم يخافون على أنفسهم النفاق وهم من هم، وفي ذلك قال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل.

وقد أنعم الله علينا إذ لم يخلقنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ لا نتحمل ما تحمله الصحابة من جوع وفقر وتعذيب وجهاد وغير ذلك فلربما ارتددنا عن الدين عند أول مصيبة، ولربما استكبرنا كما استكبر أبو جهل وغيره، بل ربما حاربنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بجهلنا.
نسأل الله أن يرضينا بقضائه وقدره.
أخيراً، فإن الأعمال الصالحة التي توصل للجنة ومصاحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفرة ، وميسرة لنا، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : {وددت أنّا قد رأينا إخواننا. قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد}.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/11/04

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به