الفقه الإسلامي - ما يخص الفقه و أصوله - ما يخص الفقه - أسئلة لاتتعلق بحكم
رقم الفتوى 11954
نص السؤال مختصر

كيف السبيل لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فليس في الشرع طريقة لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا.
وهي في أصلها ثمرة للعمل الصالح، فمن جعل غايته من العمل الصالح رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام فقد جانب الصواب.
ورؤيته لا تضمن لصاحبها الجنة ولا تؤمّنه من عذاب الله عز وجل، ولا شك أنه لنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاء يوم القيامة، ولكن ليست المشكلة في اللقاء إنما في حالنا يومئذ، فالمسلمون يومئذ فريقان، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : وددت أنّا قد رأينا إخواننا. قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد. فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : أرأيت لو أن رجلاً له خيل غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم : فإنهم يأتون غرّاً محجلين، من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم : ألا هلم ؟ فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول : سحقاً سحقاً.

قال النووي في شرح الحديث :
[ {بين ظَهْري} : فمعناه : بينهما، و{الدهم} : جمع أدهم وهو الأسود والدهمة السواد، وأما {البهم}: فقيل السود أيضا ، وقيل : البهم : الذي لا يخالط لونه لوناً سواه سواء كان أسود أو أبيض أو أحمر ، بل يكون لونه خالصا ، وهذا قول ابن السكيت وأبي حاتم السختياني وغيرهما، و{أنا فرطهم على الحوض} :‏‏قال الهروي وغيره : معناه : أنا أتقدمهم على الحوض] انتهى.

فمن تدبر الحديث خاف ووجل وتعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل بها، وسار على نهجه راجياً ثواب الله تعالى ولقاء رسوله، وخائفاً من العقاب ومن أن يحال بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فيهلك.
نسأل الله أن يتوفانا على نهجه صلى الله عليه وسلم وأن يحشرنا معه.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/11/04

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به