الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - أحكام اللسان
رقم الفتوى 11950
نص السؤال مختصر

حكم القول : أعشق الله تعالى أو الله يعشق، أو أعشق رسول الله صلى الله عليه وسلم أو القرآن الكريم ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
سئل سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى عن ذلك فقال :
لا يجوز أن يُنسب إلى الله تعالى أنه يَعْشق ويُعشق ، لأن العشق فسادٌ في الطبع محيل لما لا وجود له.


قال الأطباء : هو مرضٌ سوداوي وسواس يجلبه صاحبه إلى نفسه بالفكر في حسن الصور والشمائل ،فمن أطلق هذا على محبته لله عُزّر وإطلاقه على محبة الله إياه أقبح وأعظم فيُعزّر تعزيراً أعظم من تعزير من أطلق هذا اللفظ على محبته لربه ، إذ لا يوصف الإله إلا بأوصاف الكمال ونعوت الجلال التي ورد استعمالها في الشرع، فقال بعضهم : لا يعبر عن ذاته ولا عن صفاته إلا بما عبر به عنها.


وقال آخرون : بل يجوز ذلك إذا لم يثبت المنع في كتاب ولا سنة.
ومثال ذلك أن يقول الله يعرف و يدري مكان قول الله يعلم ،والفرق بين العشق والمحبة أن العشق فسادٌ يخيل أن أوصاف المعشوق فوق ما هي، ولا يتصور مثل هذا في حق الإله الذي يرى الأشياء ويعلمها على ما هي عليه، وكذلك لا يُطلق على حب العبد للرب لاستعارة بأنه يخيل للعاشق فوق كمال المعشوق، والله لا يفوق أحدٌ على كماله فضلاً أن نتخيل أنه فوق كماله، والله أعلم.] انتهى.


وعلى هذا المعنى للعشق أرى منع إطلاق العشق على كتاب الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم كقول المرء عاشق رسول الله ، أو عاشق القرآن الكريم.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/11/03

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به