العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 11938
نص السؤال مختصر

[ قال صلى الله عليه وسلم :[ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟]كيف ينزل ربنا كل ليلة والليل حين ينتهي عندنا يبدأ عند غيرنا ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
أولا،  الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فمن يعرف شكل الكتاب يعرف معنى وجه الكتاب، ومن يعرف الإبريق يعلم معنى يد الإبريق، ونحن لا نعلم ذات الله عز وجل لنعلم صفاته، فعندما نقرأ من نصوص الوحي أنّ لله وجهاً فقطعاً لا يراد به وجه مكون من عينين وأنف وفم، لقوله تعالى :{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى : 11]، إذاً ما المراد ؟ الله عز وجل أعلم.
وقِس على ذلك ما أثبته الله لنفسه في نصوص الوحي كاليد و العين وغير ذلك.

ثانياً، نزول الشيء : هو انتقاله من الأعلى للأسفل، وهذا يكون نزول الأشياء، والله تعالى ليس كمثله شيء فقطعاً نزوله تعالى ليس كنزول الأشياء، إذاً ما المقصود ؟ الله تعالى أعلم.

ثالثاً، الشريعة لا تأتي بما تحيله العقول، إنما قد تأتي بما يحيرها، والعقل محدود القدرة مهما اكتشف وصنع وأبدع، يبقى هناك حد لا يمكنه تخطيه، وتحيره بشيء ما ، لا يلغي وجوده، مثال ذلك : من لا يبصر لا يدرك معنى الضوء، ولا يمكنه تخيله، ويحار عقله في فهمه، ولكن تحيره بمعنى الضوء لا يجعل من وجود الضوء مستحيلاً.
كذا من لا يبصر لا يمكنه إدراك معنى الألوان، ولكن عدم قدرته على إدراك معناها لا يجعل من الألوان شيئاً مستحيل الوجود.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/11/02

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به