الفقه الإسلامي - القرآن الكريم - علوم القرآن و أحكام المصاحف - علوم القرآن
رقم الفتوى 11910
نص السؤال مختصر

ما رأيكم في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فالإعجاز العلمي يقصد به أمران :
الأول: تفسير نصوص الوحي في ضوء العلم التجريبي، مثاله :{وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات : 21] فيستعرض المفسر ما قاله العلم من إتقان في خلق الإنسان ووظائف كل عضو.
وهذا النوع من ربط العلم بالدين حسن محمود.

الثاني: الاستدلال بالعلم على صحة نصوص الوحي من القرآن والسنة، وهذا المجال جد خطير وسوء استخدامه أساء للدين كثيراً.
ومما ينبغي معرفته في هذا الشأن أن العلم منه ما هو قطعي ويقصد به الحقائق العلمية {والحقيقة العلمية هي اتفاق علماء فن ما على مسألة ما}، والاستدلال بالحقائق محمود حسن.

ومن العلم ما هو ظني كالنظريات العلمية، والأبحاث التي غالباً ما تختلف نتائجها من باحث لآخر ومن زمان لآخر.
فالاستدلال بالظني على صحة الدين يسيء للدين لا ينصره، لأنه في المقابل يوجد أبحاث تعارض الإسلام، فكما لا نقبل منهم الاستدلال علينا بما هو ظني فلا يصح أن نستدل عليهم بظني العلم.


والحق أن الامر بلغ ببعض مشاهير الدعاة والكثير من العوام أن يتناقلوا ما يظنونه علماً قطعياً وهو في الحقيقة بُث كذباً في الأوساط المسلمة بغية صد غير المسلمين عن الإسلام، والاستهزاء بالإسلام والمسلمين.
والأبحاث الكاذبة في هذه المسألة كثيرة جداً، وقلّ من يتنبه لها، بل لا يتنبه لها إلا المختصون في العلوم التي يُنقل عنها الأبحاث.
ثم إن المشكلة الأخرى هي تحميل القرآن ما لا يحتمل، فمعلوم أن نصوص الوحي منها ما هو قطعي الدلالة ومنها ما هو ظني، وجانب الصواب البعض فتكلفوا تأويل بعض النصوص ليستدلوا بها.


َومما ينبغي تذكره أن القرآن ليس كتاب علم، لكنه لا يعارض العلم اليقيني على كثرة الحقائق العلمية، فلا يوجد نص واحد من نصوص الوحي قطعي الدلالة قطعي الثبوت يعارض حقيقة علمية، ولن يوجد لأن الذي أنزل القرآن هو خالق الأكوان، بل إن عدة حقائق علمية وافقت القرآن الكريم، ولكن تكلم من لا يحسن هذا المجال فأساء للإسلام والمسلمين.


وما ينبغي فعله عدم تداول هذه المعلومات وتركها للمختصين المسلمين في العلوم التجريبية، وأما ما يتداوله الدعاة، فلا نكذبه ولا نصدقه، ويُستأنس به للنفس دون تداوله وإلا فليتحمل المرء مسؤولية ذلك أمام ربه.


وهناك برنامج {فسيروا} يُنصح به في هذا المجال، وهو من تسعين حلقة تناول فيها الفاضل فهد الكندري بعض الحقائق العلمية الواردة في القرآن الكريم بالإضافة لبيان عظمة خلق الله تعالى وربط ذلك بآيات كتابه العزيز.
والله من وراء القصد.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/10/29

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به