الزكاة في الأشياء الثمينة التي صارت من أكبر الوسائل لجمع الكمّ الهائل من الأموال ، أو من وسائل الترف ، فما حكم الزكاة فيها في ضوء التعاليم الإسلامية ؟

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

يفرق في هذه الأشياء بين كونها للتجارة ، ففيها الزكاة باتفاق متى بلغت النصاب وحال عليها الحول ، أما إن كانت للقنية والزينة فلا زكاة عليها ، لأنها مال غير نام ، وإن ارتفاع قيمتها لا يغير من الحكم شيئاً ، كالبيوت الفخمة للسكن التي تساوي الملايين ، والسيارة الخاصة التي تساوي مئات الآلاف ، والأثاث الفاخر الذي يصل ثمنه إلى الملايين .

وهنا ننبه إلى أمور ، الأول : إن هذا الترف في الأموال مما أنعم الله تعالى بها على المسلمين في فترات كثيرة من التاريخ ، وفي عصرنا الحاضر ، ولم يقل أحد بوجوب الزكاة فيها .

 الثاني : لا يخفى على المسلم العادي أن يلتزم الآداب الإسلامية في استعمال هذه اللآليء والجواهر ، وأن تكون في يده ولا تدخل قلبه ، ولا تشغله عن الواجبات الدينية والاجتماعية .

الثالث : إن الزكاة إذا لم تجب في بعض الأموال فإن باب الصدقة مفتوح على مصراعيه ، ولا يغيب عن بال المسلم وخاطره ، وهو يقتني هذه الوسائل الثمينة فإن الله تعالى طلب منه الصدقات الدائمة وتقديم يد العون والمساعدة للفقراء والمساكين وذوى القربى والجيران وغيرهم ، ولا يغفل عما روته فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن في المال حقاً سوى الزكاة " رواه الترمذي ص128 رقم 660 ،

وإن كان في إسناده مقال ، ولكن تؤيده أحاديث كثيرة في الإنفاق والصدقات ، وهو ما يلتزمه جماهير المسلمين ، حتى الفقراء ومتوسطي الحال في المنافسة بالتبرع والتصدق في غير الزكاة ، وكذلك الكثير من الأغنياء والمترفين ، وهو ما نشاهده حتى اليوم في الحياة ، وهذا بفضل الله تعالى ، لما ورد " الخير فيّ وفي أمتي حتى تقوم الساعة " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لايزال الناس بخير ...الحديث " رواه البخاري 2 / 692 رقم 1856 ، ومسلم 7 / 207 رقم 1098 ، وابن ماجه ، ومالك ، وأحمد .

والله تعالى أعلم