الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الطلاق - الحضانة
رقم الفتوى 11881
نص السؤال مختصر

حكم إرضاع الكبير ؟

نص السؤال الكامل

فتاة (16 سنة) تعيش في نفس البيت مع زوجة أبيها، وعلاقتهما ممتازة، ولكن وقعت ظروف ستجعل أخو امرأة الأب مقيما عندهم لفترة، طبعا يقع الحرج الشرعي بين وجود الفتاة وأخو زوجة أبيها (43 سنة) لذلك يسأل الأخ: هل إرضاع زوجة الأب للبنت يجعلها محرمة على أخيها.. هل يجوز هذا؟!وإذا لم يكن هذا جائزا.. فماذا تفعل البنت في حال الاضطرار لهذه الإقامة، هل يجوز لها التخفيف من الحجاب لطول الحرج؟
وهل يجوز لها التخفيف من الحجاب إذا كان الذي يقيم معها في البيت هو والد زوجة الأب (75 سنة تقريبا)؟ باعتبار خشية الفتنة؟

الجواب مختصر

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

رضاع البنت الكبيرة ( 16 سنة ) دجل من شياطين الإنس ووساوس الجن ، فإن القرآن الكريم حدد فترة الرضاع بحولين أي سنتين من الولادة ، فقال تعالى : "  وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ " البقرة / 233 ،فالرضاعة التامة لمن يريد محددة بحولين ، وبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في عدة أحاديث ، وأن الرضاعة لإنشاز العظم وإنبات اللحم وهو في الصغر ، وهوما كان للشبع ، وكل ذلك في الصغر ، وأما ما نقل عن بعض الصحابة فأجمع العلماء على عدم العمل به ، لأنه كان في أول الإسلام ، أو لأمر خاص ، وانتهى ، ويتاجر به بعض الشاذين والمنحرفين ، ولا قيمة لقولهم ، ولا يقبل بحال من الأحوال .
وأما أخو زوجة الأب فهو شخص أجنبي عن بنت الزوج ، ويطبق عليه أحكام الأجنبي في الشريعة ، ولا يجوز لهما الخلوة ، ولا مانع من المخالطة والسكن المشترك ، مع الاحتياط الكامل ، بل والشديد ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر بشدة في مثل هذه الحالات ، وسماه " الحمو الموت " أي الحمو ، وهو أخ الزوج الذي قد يتساهل في الدخول والزيارة أو السكن المشترك ، فهو خطر ، وكأنه الموت ، أو يتسبب بالموت ، ويقاس عليه في الحكم والد الزوجة ولا فرق في تقدمه بالعمر .
والله تعالى أعلم 

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/10/25

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به