الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الزكاة - زكاة المال والفطر |
|
---|---|
رقم الفتوى | 11872 |
نص السؤال مختصر | الجهل بأحكام الزكاة ومدى إمكان إعفاء الأغنياء من أدائها عند الجهل بأحكامها ، أو تكليفهم بأداء الزكاة عما سبق ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ : من القواعد المقررة شرعاً والمسلَّم بها فقهاً ، قاعدة " لا يعذر الجهل بالأحكام في دار الإسلام " وبالتالي فإن الزكاة ليست من الفروع والجزئيات التي قد تغيب عن المسلم ، وخاصة المسلم الغني ، فإن الزكاة من أركان الإسلام ، ومن فرائض الدين ، ومن الأمور التي تعرف بالضرورة ، وأنها مقترنة مع الصلاة في القرآن الكريم ، فلا يعذر الجهل بها ، ولا يقبل الادعاء بذلك ، وبالتالي يجب على الغني الزكاة عن جميع السنوات السابقة منذ ملك النصاب وحال عليه الحول الأول حتى الوقت الحاضر ، ويتأكد ذلك بثلاثة أمور. الأول : حق الفقراء والمساكين - في السنوات الماضية - الذين يتوفرون في كل زمان ومكان ، وفي كل بلد أو حي ، ويتضوعون جوعاً وحاجة وفقراً وذلاً ، أمام أعين الجميع ومنهم الأغنياء ، مما يثير العطف والإشفاق ومد يد العون إليهم ، ثم يأتي غني مترف يدعي الجهل بحقوقهم ! فلا يقبل ذلك منه . والثاني : أن نفتح للمسلم باب الأجر والثواب غير المحدودين بأداء الزكاة ، فيرتفع مكانه عند الله في الدنيا ، ثم في جنات النعيم . والثالث : إن الضرائب منتشرة اليوم في جميع أنحاء العالم ،ومنها البلاد الإسلامية وغير الإسلامية ، فإن تهرب منها المكلف بها فلا يعفى عنها ،لا بعذر الجهل ولا بغيره ، ويطالب بدفع الضريبة عن جميع السنوات السابقة ، ولا يستطيع التهرب منها . وعلى فرض وجود هذه الحالة اليوم بين المسلمين بالجهل بفرضية الزكاة ووجوبها ، مع غياب الدولة الإسلامية التي كانت تقوم بجمع الزكاة وتحصيلها ، فإننا نحمل بعض المسؤولية للعلماء والدعاة والأئمة والخطباء والمفكرين المسلمين مع توفر وسائل الإعلام المتعددة والمختلفة وعابرة القارات والمنتشرة في جميع لغات العالم ، حتى توفرت وسائل الاتصال الحديثة ، مما ينشر فيها من الغث والثمين ، والمهم وغير المهم ، والفروع والأصول، وكل مجريات الحياة ، وكل ذلك ميسر ومتوفر لدى الأغنياء أكثر من غيرهم . ويستثنى مما ذكرت - ما قرره الفقهاء - من أسلم حديثاً في البلاد غير الإسلامية ، فقال الفقهاء يعذر بالجهل بالأحكام ، وأؤكد ذلك بأمرين . الأول : إن الأحكام الشرعية غير معروفة في البلاد غير الإسلامية ، وخاصة مع اختلاف اللغة . والثاني : لحديث معاذ رضي الله عنه عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، وأمره بالتدرج في تطبيق الأحكام الشرعية شيئاً فشيئاً ولو مضى على ذلك أكثر من سنة ، وهذا ما يجب تطبيقه على المسلمين الجدد في البلاد غير الإسلامية اليوم ، فلا يطالبون بما مضى من الزكاة ، ونترفق بهم حتى تطمئن قلوبهم بالدِّين والإسلام ، ثم نخبرهم عن الأحكام الشرعية بالتدريج ولو استمر ذلك أكثر من سنة وكانوا أغنياء . والله تعالى أعلم |
تاريخ النشر بالميلادي | 2019/10/25 |