الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - ما يتعلق بالوالدين و الأرحام و عامة الناس
رقم الفتوى 11860
نص السؤال مختصر

والدتي تمنع أخي من الزواج خوفاً من أن يقطع نفقته علينا بعد زواجه كما فعل أخي الآخر، علماً أنه قد جاوز الأربعين من العمر، وحاولنا إقناعها مراراً وبكل الأساليب المتاحة، ولكنها تصر على رأيها، فما العمل ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فيُنظر فإن كانت تمنعه حقيقة كأن تُعرقل خطبته وتفسد عليه ذلك كان لها حكم عضل الولي، وعضل الولي هو امتناع الولي عن تزويج المرأة من كفء دون سبب مقبول، وهو حرام باتفاق، وهي وإن لم تكن وليته لكونه بالغاً عاقلاً راشداً لكنها منعته فكانت بمنعها كعضل الولي بجامع علة الحكم، قال تعالى : {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} [البقرة : 232]
وإن كانت ترفض أن تخطب له أو تبدي رأيها بأنها ترفض فكرة زواجه فلا حرج عليها شرعاً، إذ ليست مجبرة على تزويجه، وزواجه لا يتوقف عليها، فيمكنه أن يذهب دونها فيخطب.
والأفضل أن يكلمها أحد ممن يوثق بدينه وعلمه لعلها بكلامه تغير ما هي عليه، فإن تعذر ذلك فلا حرج في زواجه مع عدم رضاها، إذ لا حق لها بمنعه، وفي كل خطوة تخطونها نحو تزويجه حاولوا أن تشارككم، فإن أبت فأكملوا دونها ثم بعد تزويجه أصلحوا بينهم، فإن قاطعته خلال فترة الخطبة أو بعد الزواج فليحاول أن يصلح الأمر ما استطاع لذلك سبيلاً، فإن أغلقت هي كل الأبواب وعجز أن يرضيها فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وإن دعت عليه لأجل فعله فلا يقبل الله دعاءها، قال صلى الله عليه وسلم :{لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم}، فإن غضبت عليه لم يقع غضبها لأنه لا حق لها بمنعه وحاول جهده تحصيل حقه عن طريقها فأبت.
ثم عليك أن تُعلمي إخوتك أن النفقة واجبة عليكم جميعاً إن كانت والدتك فقيرة، فإن امتنع أحدهم أثم، وامتناعه لا يبيح للآخر أن يمتنع وإلا أثم مثله.
نسأل الله أن يلين قلبها، وأن يصلح إخوتك.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/10/21

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به